لم تلق الدعوات الصادرة عن بعض شيوخ التيارات السلفية خلال الايام الماضية سواء في صفحات شبكة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" أو عبر البيانات الصادرة عن بعض قياديي الاحزاب السلفية لتجنب المواجهة مع قوات الامن عقب الاتفاق على تأجيل موعد انعقاد الملتقى الدعوي الثالث لانصار الشريعة الى موعد لاحق الصدى الكافي لدى شباب التيار السلفي. يرى بعض المراقبين ان المواجهات التى جدت في منطقة حي التضامن بين انصار الشريعة جاءت كردّة فعل بعض شباب التيار السلفي الرافض لقرار وزارة الداخلية منع عقد المؤتمر الثالث لانصار الشريعة فضلا عن تشبثهم بموقفهم لعقد مؤتمرهم في حي التضامن بدلا عن مدينة القيروان وعدم التزامهم بالاجراءات القانونية المتبعة، في حين يرجعها بعض الملاحظين الى عدم تقيد بعض انصار هذه التيارات بالاتفاق الصادر عن بعض مشايخ السلفية القاضي بتأجيل الملتقى الدعوي الى موعد لاحق. تدخل الشيوخ..وحقن الدماء قال القيادي السلفي خميس الماجري في تصريح اذاعي ان القادة السلفيين والمشايخ تمكنوا أول أمس بفضل جهودهم من إخماد نيران الفتنة التي كانت ستؤدي إلى سفك الدماء وفوضى عارمة. وطالب الماجري الحكومة بمراجعة قراراتها تجاه السلفيين داعيا وزارة الداخلية الى تحكيم العقل و السماح لهم لعقد مؤتمرهم السنوي. وأكد ان عددا من المشايخ السلفيين تدخلوا اول أمس للحد من التصعيد الذي شهدته الصدامات بين وحدات الامن و الشباب السلفي في حي التضامن. في حين اعتبر المولدي مجاهد زعيم حزب الاصالة السلفي ان المواجهات بين التيار السلفي الجهادي وقوات الامن اول امس بمنطقة التضامن كان من الممكن تجنبها مشيرا الى ان الحكومة اخطأت عندما منعت انصار الشريعة من عقد مؤتمرهم الثالث، وكان عليها الالتزام بمبدإ المعاملة بالمثل مع كل الاطياف السياسية. كما استغرب غياب الرئاسات الثلاث مؤكدا ان غيابهم عن البلاد يطرح العديد من نقاط الاستفهام. وعن عدم تقيد شباب التيار السلفي بالاتفاق الصادر المتعلق بتأجيل الملتقى الدعوي أكد محدثنا ان الحمية والحماسة المفرطة في بعض الاحيان دفعت بعضا من شباب التيار السلفي الى رفض قرار وزارة الداخلية والاصرار على عقد الاجتماع في حي التضامن بدلا عن القيروان. واضاف" هناك البعض من الشباب الذين تمرّدوا على اتفاق الشيوخ وهو ما اعتبره على حد قوله حركة لا خلاقية تجاه مشايخ السلفية ولابد في هذا الاطار من احترامهم واستشارتهم والتقيد بقراراتهم وتحكيم العقل والابتعاد عن الدخول في منزلقات ومشاكل جانبية، بلادنا في غنى عنها." تناقضات بين الحكومة والتيارات السلفية.. وفي قراءته للأحداث الاخيرة بحي التضامن قال علية العلاني الخبير في الجماعات الاسلامية ان العنف الذي جدّ أول أمس بحي التضامن يعود بالاساس الى مسألة عدم الترخيص القانوني لعقد الملتقى الدعوي وجوهريا مرتبط بالتناقضات التى بدأت تظهر بين الحكومة وانصار التيارات السلفية خاصة بعد تصريح رئيس الحكومة علي العريض تجاه تيار أنصار الشريعة واعتباره تنظيما له علاقة بالإرهاب وليس قانونيا. واقر العلاني بوجود خلافات جوهرية سابقة حول عقد المؤتمر الثالث لانصار الشريعة بالقيروان واعتباره يهدد النظام العام حسب تصريحات رئيس الحكومة مشيرا الى ان الخلافات تتعلق بالاختلافات في الرؤية الامنية والدينية. واوضح ان الاحداث الاخيرة التى شهدتها بلادنا تقتضي الاسراع بعقد مؤتمر وطني لمقاومة الارهاب بمشاركة كل الاطراف بمافي ذلك التيارات السلفية ليتم فيه تحديد مفهوم ومعنى الارهاب بالاضافة الى تحديد النمط المجتمعي الذي يريده التونسييون مع اصدار وثيقة مشتركة تحدّد الوسائل التى تحفظ تونس من الارهاب والعنف وتحدد اشكال التصدي ضد كل المخاطر الامنية التى تحدق بالبلاد. واكد العلاني على ان امكانية احتواء الاحتقان مازالت ممكنة بجلوس كل الفرقاء على طاولة المفاوضات والتزام الجميع باقامة حوار تصدر عنه توصيات ملزمة بالاضافة الى ضرورة احترام مؤسسات الدولة على اعتبار ان هيبة الدولة من هيبة المؤسسات الديمقراطية ولايمكن لأي تيار في السلطة او في المعارضة قبول اضعاف مؤسسات الدولة باعتبار انها صمام الامان لكل نظام ديمقراطي.