انعقدت آواخرالأسبوع الماضي جلسة عمل بقاعة بلدية طبرقة أشرف عليه معتمد المنطقة وبحضور الكاتب العام للبلدية في ظلّ غياب واضح لأعضاء النيابة الخصوصية للبلدية التي لم يتمّ التوافق عليها منذ قرابة السنة وذلك لعرض مكوّنات المشروع السياحي"طبرقة ملينيوم" واستشارة مواطني المنطقة ومكوّنات المجتمع المدني والأحزاب والمنظمات والمصالح الإدارية المحلية حول جدوى المشروع وآفاقه وهومشروع مزمع إنجازه من قبل عدد من القطريين تحت غطاء مستثمرفرنسي حسب تصريح الحضور. وينقسم هذا المشروع إلى ثلاث مكوّنات رئيسيّة هي المنطقة المينائية والتي تقدرمساحتها ب 40 هكتارا والمنطقة السكنية على مساحة 160 هكتارا والمنطقة الصناعية على مساحة 150 هكتارا بما قيمته 160000 أورو أي قرابة 320 ألف مليار تونسي ليشغل حسب مزاعم الباعث الأجنبي الغائب عن الاجتماع حوالي 4600 مواطن إضافة لعديد الإنجازات الترفيهيّة مثل القطار الذي سيربط بين المطار والمنطقة السياحية و" التليفيريك "وبعد تقديم خصوصيات المشروع من قبل عادل العسكري الكاتب العام للبلدية احتدّ النقاش بين الحضور الرافض للمشروع باعتباره سيشوّه المناطق الطبيعية بالجهة كمنطقة الإبرالتي تعدّ رمزا مميّزا لجوهرة الشمال وعاصمة المرجان إلى جانب ما سيسبّبه المشروع من استغناء على ما يعرف ب"شطّ الباجية" كمتنفس بحري قريب من وسط المدينة وفضاء للاستجمام والسباحة صيفا وأصرّ جميع الحاضرين على رفضهم لتشويه الصورة الجميلة والطبيعية لمدينة طبرقة بدعوى بعث مشاريع مسقطة لا تراعي جماليتها ومكوناتها البيئية والطبيعية والمحافظة على كنوزها الأثرية والاستغلال الفاحش للأراضي والمناطق الغابية ليتمّ في مرحلة لاحقة بيعها بأثمان باهضة للأجانب على حساب الأهالي والأجيال القادمة ودعوا لعدم تكرارالتجارب الفاشلة من قبل المجالس البلدية السابقة مذكّرين بتجربة مريرة سابقة حين تمّ إنجاز مشروع "منتزه طبرقة" الذي هجّرالأهالي وخاصة أهالي منطقة الأرمال الذين تمّ تهجيرهم من ديارهم وبيع مقاسمهم بمئات الدنانير للبرجوازيين حتىّ ينعموا بجمال المنطقة وبهدوئها وسكينتها كما شوّه هذا المشروع المناطق الخضراء بالبناءات العمودية والنزل الفاشلة على جميع المستويات والتي لم تقدر إلى حدّ الآن على استيعاب اليد العاملة واستقطاب السيّاح. وأكّد عدد هام من المتدخلين ضرورة التريّث عند إنجاز المشاريع والرجوع إلى الخبراء والفنيين حفاظا على خصائص المنطقة الطبيعية والعمرانية مع المحافظة على المنطقة المينائية باعتبارها السمة البارزة لعاصمة المرجان التي تحتضن أهم مكوناتها " الإبر" مشدّدين على أنه لا مجال للمسّ من هذه المنطقة الرمز التي اشتهرت بها طبرقة على الصعيدين الوطني والدولي مؤكّدين أن المطلوب الآن الإسراع في بعث نيابة خصوصية توكل إليها مهمّة متابعة مثل هذه المشاريع المسقطة ؛ وأن النيّة المبيتة لتغييب البلدية بهدف تمرير بعض المشاريع والتفويت فيها للخواص على حدّ تعبيرهم افتضحت رافضين المشاركة في العبث بمستقبل المنطقة من خلال مشاريع وهمية لمنتجعات سياحية خاصة أومشاريع لمنطق صناعية بدعوى توفير فرص التشغيل خصوصا أن المنطقة الصناعية الحالية لم يتمّ استكمالها والمفروض حسب رأيهم إيلاؤها مطلق الأولوية والاهتمام ضمن برامج التنمية مشدّدين على ضرورة عدم التسرع وإرجاء القرارلفترة تفوق الستة أشهر ريثما يتمّ دعوة الباعث الفرنسي ومحاورته وإعادة دراسة المشروع من كل جوانبه بالاستئناس بالخبراء والفنيين وأهل الذكر. ومن جهته أشار الكاتب العام إلى أن إدارة البلدية لم تتلق أي مراسلة من الولاية في ما يخص استشارة الهيكل البلدي حول هذا المشروع إلا يوم 6 ماي 2013 وأنه تمّ اقتراح هذه الجلسة للتشاورمع أبناء الجهة ترسيخا لديمقراطية المشاركة في الرأي للاستئناس بآراء المواطنين والمتساكنين في ما يهمّ هذا المشروع الضخم وفي أمهات القضايا التي تشغل مستقبل المدينة وآفاق تنميتها دون المسّ من جماليتها حتى تظل كالعادة قبلة للسيّاح والزائرين خاصة في ظلّ عدم وجود نيابة خصوصية.