ذكرت صحيفة "مغرب انتليجنس" نقلا عن مصادر مطلعة بالبنك المركزي أن اكثر من 1200 رجل اعمال تونسي قد غادروا بلادهم باتجاه المغرب اين وجدوا مستقرا لمشاريعهم واستثماراتهم بعد ان فتحت لهم السلطات المغربية جميع الابواب وقدمت لهم كل التسهيلات ووقفت معهم مكاتب استشارات مغربية لتسهيل عملية تحويل مشاريعهم من تونس إلى المغرب. خبر لا يجب المرور عليه مرور الكرام فهو يشكل خطرا كبيرا على اقتصادنا ويهدد الالاف بالبطالة ويضرب التنمية في مقتل. فرجال الاعمال تضرروا بشكل كبير ما بعد الثورة ووجهت لهم اصابع الاتهام بالفساد واستغلال النظام السابق للنهب والاستثراء على حساب الشعب رغم ان اغلبهم ان لم نقل الاغلبية المطلقة منهم توارثوا ثرواتهم وكانوا في الصفوف الاولى لرجال الاعمال والمستثمرين حتى قبل 7 نوفمبر 1987.. هذا العدد الكبير من "الفارين" من رجال الاعمال في موسم الهجرة نحو المغرب سيكون بمثابة الكارثة وسيزيد في عمق الازمة الاقتصادية وربما يهدد حتى استقرار البلاد ليس الاقتصادي فقط بل حتى الاجتماعي والامني.. وما هذا "الفرار" سوى رد فعل ومحاولة انقاذ الذات من قبل عدد من رجال اعمال اكد اغلبهم انهم يتعرضون لعمليات ابتزاز من قبل المسؤولين السياسيين وبعض الأحزاب وان المليارات تذهب لهذا الطرف وذاك، زيادة إلى منع عدد هام منهم من السفر بتهم الفساد والاثراء غير المشروع في العهد السابق دون توجيه أي تهم قضائية ثابتة ضدهم والاكتفاء بسجن رجل الاعمال خالد القبي ليبقى المثال والعينة أمام بقية رجال الاعمال المهددين بمصيره. تأثير ما يحصل لرجال الاعمال و"هجرتهم" نحو المغرب ودبي وغيرها سيكون وخيما على الاقتصاد وعلى الاستثمار الذي سيتكبد خسائر فادحة من ذلك ان التقديرات الاولية ل"تكلفة" موسم الهجرة نحو المغرب حددت ب500 مليون أورو كتحويلات مالية واستثمارات مفقودة لتونس استفادت منها جارتها في شمال المغرب العربي والتي عرفت كيف تستغل الظرف الذي تمر به بلادنا لاستقطاب المستثمرين الاجانب ونوايا الاستثمارات التي كانت متجهة نحو تونس لتمر الى اقصى من ذلك وهو استقطاب التونسيين انفسهم هذا دون الحديث عن احتضانها للسياح الذين كانت تونس وجهتهم المحبذة من ذلك ان الارقام الرسمية الفرنسية تشير الى ان عدد السياح الفرنسيين نحو تونس تقلص بنسبة 25 بالمائة في حين ارتفع في المغرب بنسبة 44 بالمائة.. ارقام تغني عن كل تعليق. ومن الضروري عدم الاكتفاء بالفرجة والتحسر بل المطلوب اجراءات عاجلة تطمئن المستثمرين الاجانب والتونسيين وتطمئن السياح قبل ان نجد أنفسنا وسط كارثة اقتصادية لن يتحملها هذا الجيل فحسب بل الاجيال القادمة ولسنوات. سفيان رجب