في سهرة ليلة أول أمس بإحدى فنادق ضاحية قمرت نظمت شركة "كوكا كولا" حفلا فنيا عن حملتها لهذه السنة جسدتها في مشاهد سينمائية بكاميرا مواهب محلية شابة تحت عنوان "تونسي وخلي يقولوا هبل". فكرة هذه الحملة انطلقت ببرنامج اجتماعي جديد بعنوان "يجيك الخير يا غافل " أو" GRAZY FOR GOOD" وأغنيته الصادرة في17 ماي الماضي كانت بداية هذه الحملة التسويقية عن طريق الفن وشبابه. الفيلم الوثائقي"تونسي وخلي يقولو هبل" أنتجته الشركة الفنية "أوليسون" بالتعاون مع مجموعة من المخرجين الشباب، قدم كل مخرج منهم مشروعا فنيا عن شخصية تونسية تواجه مظاهر الفساد والفوضى واللامبالاة بممارسة العمل الخيري..سبعة أشرطة قصيرة لست مخرجين باعتبار أن السينمائي الشاب أمين بوخريص قدم عملين هما "حمراء حمراء" و"الجنوب الكبير"، عبّرت عن مواهب سينمائية تستحق الاهتمام والدعم حيث كان المستوى التقني لهذه الأفلام متميزا إلى جانب الحكايات المختارة من بقاع ومناطق تعكس تونس باختلافاتها وخصوصيات جهاتها وتراثها وتحضرها فكانت جولة بين الشواطئ وأعماق بحارها وبين ربوع الخضراء وصحرائها ليكون في نهاية فلم "تونسي وخلي يقولو هبل". في "حمراء حمراء" لأمين بوخريص تقرر مجموعة فنية شابة تمضية الكثير من أوقتها بين أروقة المستشفيات لرسم البهجة والابتسامة على وجوه الأطفال المرضى فيما ترافق كاميرا إيناس بن عثمان المرأة المكافحة سيدة التي تبيع خبز "الطابونة" لتربية أبنائها غير أن حاجتها وفقرها لم يمنعها من مد يد العون للجيران وتقديم الخبز المجاني لهم.. عن حياتها البسيطة والمتواضعة ماديا تقول سيدة في مشهد من الفيلم:" في الواقع لا يمكنني تحيقي كل رغبات أبنائي لكن في الحلم كل أمنياتهم مجابة وحين يجتاحوني الحزن أغني.." ومن أجمل القصص وأكثرها تأثيرا والتي روتها كاميرا "تونسي وخلي يقولو هبل" حكاية الأستاذ المتجول بين القرى والمدارس الفقيرة للسينمائية الشابة من مدينة الكاف انتصار بلعيد فبطل فيلمها أستاذ اختار الجغرافيا والتاريخ سلاحه لتعليم تلاميذه أن تونس للجميع وأرض تستحق الفخر بحضارتها وجعلها أفضل من خلال تآزر وتضامن التونسيين فيما بينهم.. هذا الأستاذ يأخذ تلاميذه في جولات للمواقع الأثرية صحبة أطفال من مدارس أخرى تعيش الكثير من التهميش وأغلب تلاميذها في حالة خصاصة وفقر.. في هذه الجولة التعليمية عن الإنسان والحياة تغيب الفروقات وترسم هدايا التلاميذ الميسورين البسمة على ملامح أشقائهم في الوطن ومقاعد الدراسة.. شريط حسام صنصة " le percussionniste " عن الموسيقي حمزة وأصدقائه العازفين، الذين يطوعون ملكاتهم الفنية لإبعاد الحزن والوحدة عن حياة الشيوخ في ديار العجز والمكفوفين والأيتام... كشف أن إيقاع الفرح في روح حمزة وحركاته وصوته أبهج كل من حوله وجعل لحياتهم طعم ألذ وأكثر حماسة. أمّا رضا بركة في شريطه "نورس"، الذي تميز بطابع جمالي وهزلي فقدم حكاية البحار وحكمته ومن مدينة قليبية أين يشتغل أغلب رجالها بالصيد كانت خلاصة الحكاية وهي أن ما يمنحه البحر لصيادين هو لجميع من على الشاطئ.. فالخير كثير والمتعة في مشاركته مع العائلة والأصدقاء والجيران... من جهتها كان للسينمائية الشابة آمال القلاتي حكاية أخرى مع البحر حيث غاصت مع كاميراتها في أعماقه مع شابين وفتاة اختروا حماية الثورة المائية من خلال عمليات تنظيف أعماق البحار وشواطئها ممّا يخلفه شق آخر من التونسيين في هذه المناطق الطبيعية دون وعي أو عن وعي بالكوارث التي يمكن أن يسببها التلوث عل ثروتنا المائية وحياتنا. سهرة "كوكا كولا" لم تكتف ببث شريطها الوثائقي المعروض حاليا في قاعات السينما وقريبا على شاشة التلفزيون بل برمجت فقرات غنائية ومع "فن السلام" بحضور كل من ثنائي "كيف كيف" حاتم القروي وصبري مصباح وهذا الأخير كان مغني أغنية الحملة "يجيك الخير" مع الموهبة الغنائية الشابة إيناس بالعيوني التي رددت إلى جانب أغنية كوكا كولا مجموعة من الأعمال الغربية.