"نحن مسلمون منذ ما يقارب 14 قرنا وإسلامنا هو إسلام تفتح وتعايش سلمي ..هنالك محاولات لفرض أشياء وأشكال أخرى ليست من ديننا في شيء.. هنالك دين مستورد وتطرف قد يجتاحان البلاد ويجب الانتباه لذلك قصد تجنيب البلاد العنف ممن يريد فرض آرائه بقوة." هذا ما أكده الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس صباح أمس في تصريح لعدد من لإعلاميين على هامش افتتاح ندوة علمية دولية بأحد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة تحت شعار"الدين وثقافة التعايش في العالم: الواقع والرهانات" والتي تتواصل أشغالها إلى اليوم بحضور جامعيين واكادميين من تونس ومصر وفرنسا والمانيا والاردن.. وذلك ببادرة من منتدى الحضارات والأديان والثقافات لحركة نداء تونس ومؤسسة كونرادا اديناور الالمانية. وقال قائد السبسي في هذا الشأن:"لا خيار لنا اليوم سوى إطلاق قنوات الحوار في المجال الديني خاصة أن مجتمعنا أصبح مجتمع معلومات ومعرفة وهو ما يقتضي منا مستوى أرقى من المرونة والانفتاح والذكاء حتى يمكن مواكبة التطور والاستفادة من التراكم المعرفي والإبداع الفكري". ولاحظ الباجي أن إرساء حوار بين الأديان "يعد من أقوم المسالك لإرساء تضامن وتعايش بين الشعوب والحضارات ووضع قواعد العيش المشترك في كنف الاختلاف والتعدد"، مشيرا إلى أن الثقافة تمثل جزءا من الحلول للمشاكل البشرية موضحا في السياق ذاته إن هذه الندوة العلمية ستتوج بتوصيات تعتمدها الحركة كمرجع يسهم في تطوير الحركة فكريا. وصرح في هذا الصدد:"حركة نداء تونس تؤمن بأننا في حاجة ملحة لتعليم قواعد العيش المشترك وقبول الاختلاف والتنوع بين الأنا والآخر كما تؤمن بان العدالة والحرية والتسامح هي قيم مشتركة جامعة لا فاصلة". من جانب آخر أوضح عبد الرزاق الهمامي الأمين العام لحزب العمل الوطني الديمقراطي في تصريح ل"الصباح" أن "الحوار يبقى ضروريا مع الجماعات المتشددة دينيا غير أن الحوار لا يعني بالضرورة عدم تطبيق القانون ولا يعني أيضا التساهل مع من أجرم في حق تونس على أن تكون المواجهة عبر القانون." وذكر الهمامي أن المسؤول عن الوضع الذي آلت إليه البلاد هو"الخطاب التكفيري والترويج لخطاب الكره كما انه مسؤولية من هم في السلطة ومع من يتساهلون مع دعاة العنف"، مشيرا إلى انه يتبنى فكرة وضع ضوابط لممارسة الدعاية السياسية والفكرية والدينية وتجريم كل منحى يفضي الى العنف أو يضع الناس في موضع الأشخاص المهدرة دماؤهم. تجدر الإشارة إلى أن الجلسة العلمية الأولى لهذا الملتقى تمحورت حول"الأديان التوحيدية وثقافة التعايش: الأسس والقيم" وشهدت مداخلات لعدد من الجامعيين والاكادميين حول هذه المسالة.