نظمت جمعية المدنية للتنمية بالتعاون مع وزارة التربية مؤخرا حفل توزيع جوائز المسابقة الوطنية الثانية للمطالعة بحضور وزير التربية سالم الابيض والسيدة اتيك ايبيا ملسون منسقة عامة لبرنامج الأمم في حوار الحضارات. المسابقة مفتوحة لتلاميذ السنة السادسة والثامنة من التعليم الأساسي و السنة الأولى والثانية من التعليم الثانوي وتتمثل في تقديم المشارك لملخص كتاب من اختياره (بالفرنسية أو العربية أو الإنقليزية) ليتم التقييم من قبل اطارت تربوية. وذكر لطفي مقطوف مؤسس ومدير جمعية المدنية المحامي بالولايات المتحدة والمستشار لدى صندوق النقد الدولي ان الهدف من هذه المسابقة ليس التكريم في حد ذاته بل تشجيع التلاميذ على المطالعة وحثهم على الانتاج وخاصة معرفة وتداول اللغات الاجنبية كالفرنسية والانقليزية والالمانية وغيرها واضاف مقطوف ان الغاية من جمعيته "المدنية" هو تقديم الدعم والمساعدة لمن يحتاجها وخاصة لتلاميذ الجهات الداخلية المحرومين من عديد الخدمات ودفعهم نحو التعلم والمعرفة. من جهته بارك سالم لبيض وزير التربية مبادرة "المدنية" مؤكدا على ان مثل هذه المبادرات التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية والجمعيات مطلوبة وتكمل ما تقوم به الحكومة. واكد على ان مبادرة "المدنية" تساهم وبشكل كبير في التشجيع على المطالعة وخاصة التمكن من اللغات التي تبقى هي اساس العلوم والتمكن منها يفتح الابواب نحو التمكن من العلوم الاخرى. واضاف ان تشجيع التلميذ عبر مثل هذه المبادرات سيفرز مفكرين وباحثين وكفاءات في مختلف المجالات. واكد لبيض على اهمية هذه المسابقة وقيمتها المعنوية والمادية منوها بالدور الذي تقوم به "المدنية" سواء عبر هذه المسابقة او التكفل ورعاية عدد كبير من تلاميذ المناطق النائية. من جهتها ذكرت ضيفة تونس ممثلة الاممالمتحدة ان مبادرة "المدنية" نموذج هام ليس في تونس فحسب بل في عديد الدول الاخرى واكدت على اهمية مثل هذه المبادرة التي تدفع نحو المعرفة والتعلم وتجعل التلميذ يقدم الاضافة ويبذل الجهد من اجل التفوق والتميز. ويذكر ان 139 تلميذا من جميع ولايات الجمهورية شاركوا في هذه المسابقة وقد تم تكريم جميع المشاركين عبر شهادات وجوائز قيمة تتمثل في اجهزة "ايباد" وتجهيزات رقمية وموسوعات ومجلدات وكتب وقصص باللغات الفرنسية والانقليزية والعربية. ويذكر أن جمعية "المدنية" عملت ومنذ الثورة على مساعدة تلاميذ المناطق النائية فكانت البداية بمشروع مساعدة "تلاميذ الارياف" على تحقيق حلمهم في الدراسة والنجاح في ظروف دراسية مقبولة وكان الاتفاق مع عدد كبير من سائقي سيارات النقل الريفي على نقل تلاميذ الارياف وهذا المشروع يستفيد منه اليوم 686 تلميذا وتلميذة في ولايات الشمال الغربي وهو ما شجع العائلات على ايفاد اولادهم وخاصة بناتهم للدراسة وزاد في حماس المعلمين في الارياف. هذا اضافة الى مسابقة المطالعة لابناء المناطق النائية التي ينعدم فيها الكتاب تقريبا. هذا دون الحديث عن مشاريع اخرى تتعلق بالتشغيل وتطوير الحرف...