سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبير امني وعسكري لل"الصباح نيوز": ارهابيو الشعانبي "مسنودي الظهر" وينسقون مع قاعدة لوجستية في القصرين لزرع القنابل...وجيشنا الوطني يجهل تقنية الحروب الجبلية...واستخباراتنا لا تعمل
انفجر صباح اليوم لغم بمدخل مدينة "الدغرة" بالقصرين اسفر عن وفاة عسكريين اثنين واصابة اثنين اخرين. وفي هذا السياق ادلى لل"الصباح نيوز" الخبير الأمني والعسكري فيصل الشريف، بتحليل لما حصل في جبل الشعانبي وقال اننا أصبحنا اليوم نتحدث عن "حرب جبال" وان اعوان جيشنا الوطني ليس لهم أي فكرة عن مثل هذه الحروب باعتبار وأنهم لم يجروا أي مناورات ويجهلون تقنية التعامل مع هذا النوع من الحروب . ودعا الشريف ،الى الاستعانة بالخبرات الاجنبية، لاجراء مناورات للجيش الوطني محذرا في نفس السياق من تطور الامر والخروج من دائرة حرب الجبال الى حرب المدن. وأضاف الشريف انه في ظل الجهل بمثل هذه الأنواع من الحروب الجبلية فانه يصعب الان تحديد المدة التي ستنتهي فيها أحداث الشعانبي خاصة وان المجموعات الإرهابية ليست منظمة مثل ما يتصور البعض بل تكتيك القاعدة يكمن في ان هذه المجموعات تتكون في الأغلب من 4 إلى 6 أنفار ويخططون وينفذون بمفردهم في بعض الأحيان مثل ما يحلو لهم . وحول ما ذكرناه في مقال سابق من ان اخر لغم انفجر اليوم وقع زرعه في مدخل مدينة اهلة بالسكان، استبعد فيصل الشريف أن تكون المجموعات الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي هي التي قامت بزرع الغم وقال انها "مسنودة الظهر" من اطراف متواجدة بالمدينة تمثل قاعدة لوجستية تابعة لها خارج الجبل وهي التي قامت بزرع هذا اللغم الذي خلف قتيلين وجريحين وبالتالي هناك تنسيق بين الأطراف الإرهابية بالجبل ومجموعات اخرى في مدينة القصرين وهو ما يحيلنا الى نقطة غياب عنصر الاستخبارات الذي وصفه محدثنا بانه غائب تماما ولا يعمل فلو توفر العمل الاستخباراتي لتم حصر الاطراف الرئيسية والمحركة للمجموعات الإرهابية
ودعا الشريف في هذا السياق إلى عودة تقنية البوليس السياسي فيما يتعلق بعملهم الاستخباراتي وتجميع وتوثيق المعطيات حول هذه المجموعات ولكن في ظل غياب هذا الأداء فان الإرهابيين يستبقون الاخذ بزمام الامور موضحا في نفس السياق ان هؤلاء الارهابيين يعملون منذ حوالي سنتين. كما أفاد محدثنا ان تكتيك الأطراف الإرهابية الان يتمثل في القيام باعمال موازية في بعض المناطق الاخرى مثل ما حصل مؤخرا في مؤتمر انصار الشريعة بالقيروان ثم التنقل الى حي التضامن وهذا تكتيك يساهم في تخفيف الضغط على المجموعات المتحصنة بجبل الشعانبي كي تستطيع الفرار وهذا يدخل يدخل في باب تشتيت الجهد الامني والعسكري. ودعا فيصل الشريف في آخر تصريحه لل"الصباح نيوز" الى العمل على تكوين جهاز جديد مثل "السي أي أي" الأمريكية يهتم فقط بتمشيط جبل الشعانبي من مختلف جوانبه شبرا شبرا ومن الضروري ان يكون هذا الجهاز بعيدا عن التجاذبات وان يكون متكونا من أطراف لا تنتمي الى الاسلاك الامنية والعسكرية وبالتوازي يجب ان تتوفر له سلطة على امكانية الاستعانة بخبرات الامن وجيش في حال احتاجهم.