تختتم اليوم بتونس أعمال الدروة الثانية لمنتدى تنمية المؤسسات "ميداليا" التي انطلقت صباح أول أمس بحضور ممثلين عن حوالي 500 مؤسسة أورومتوسطية بينها 200 فرنسية. هذا الحدث الاقتصادي الذي تواصل 3 أيام كاملة وساهمت في تنظيمه عدة مؤسسات حكومية ومنظمات تعنى بالشراكة والاستثمار في تونس ودول المتوسط مناسبة مهمة لتوفير فرص جديدة للاستثمار والشراكة واحداث آلاف موارد الرزق الجديدة في تونس تساهم في الحد من ضغط الطلب على سوق الشغل. إن عدد المؤسسات الفرنسية في تونس فاق ال1200 ومن مميزاتها أنها الى جانب الايطالية والالمانية من أكثر المؤسسات الاجنبية مساهمة في احداث مواطن شغل.. رغم محدودية رأس المال الذي أحدثها.. وبالرغم من أهمية الاستثمارات في قطاعات تعتمد على رؤوس أموال كبيرة مثل الطاقة فان تزايد نسبة العاطلين في صفوف الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد تؤكد الحاجة الى دعم فرص الاستثمار في قطاع المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تعتمد أكثر على اليد العاملة وتساهم في نقل التكنولوجيا المتقدمة الى تونس.. لقد وفر منتدى تنمية المؤسسات للمشاركين فرصة الاتصال المباشر والحوار وفتح جسور جديدة للتعاون مع الهياكل المعنية بتسهيل احداث مشاريع جديدة في ضفتي المتوسط وبينها اتحاد الصناعة والتجارة والاتحاد المغاربي لاصحاب الاعمال والغرفة التونسية الفرنسية للتجارة والصناعة والبعثات الاقتصادية الفرنسية بتونس والشبكة الدولية لوزارات الاقتصاد والمالية والصناعة والوكالة الفرنسية للتنمية الدولية للمؤسسات وسفارة فرنسابتونس الى جانب مفوضية الاتحاد الاوروبي وهيئات من مختلف الدول المغاربية ومصر والاردن. لقد ارتفعت حدة المنافسة الدولية لقطاعات الانتاج والخدمات الوطنية في الاسواق الداخلية والاقليمية والعالمية ومن الضروري أن تتنوع جهود احداث اسثمارات مشتركة جديدة تضمن تشابكا اكبر للمصالح الاقتصادية بين الدول المتوسطية العربية والاوروبية زائد تركيا.. لأنه لامجال للاستقرار الامني والسياسي في كامل المنطقة اذا لم تنجح جهود الاسثمار والتشغيل.. فالبطالة داء عضال ينخر المجتمعات ويتسبب في كوارث اجتماعية واقتصادية وامنية ويساهم في نشر الجريمة المنظمة وغير المنظمة.. وفي توسع مناطق التوتر والانفلات الامني والسياسي والتسيب الاداري.. مما يسد افاق الاجيال الصاعدة وهو ما يتسبب في تراجع الابداع وانتشار السلبية وقيم التخلف وممارسات تؤدي الى التطرف والاحباط والحلول اليائسة على الصعيدين الفردي والجماعي. واذ تم الاتفاق على ان تتزامن الرئاسة الفرنسية مع لقاءات مماثلة جديدة فعسى أن يتحمل الاتحاد الاوروبي وخاصة دول جنوب أوروبا وعلى راسها فرنسا وايطاليا واسبانيا مسؤولية أكبر في معالجة ظواهر خطيرة انتشرت في دول الجنوب وفي المنطقة عموما سببها البطالة وعدم اقتناع الاجيال الجديدة بأن لديها آفاقا مهنية ومادية وثقافية.