يتواصل في تونس وباريس التحضير لزيارة الدولة التي من المقرر أن يؤديها الرئيس الفرنسي ساركوزي الى تونس تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي. في هذا السياق انتظم بباريس هذا الاسبوع لقاء شارك فيه وزير الصناعة مع نظيره الفرنسي المكلف بالتجارة الخارجية بدعوة من جمعية المبادلات التونسية الفرنسية تحت شعار" تونس عنصر أساسي في الاتحاد المتوسطي". هذه التظاهرات تهدف إلى تشجيع سيناريو تطوير الشراكة والاستثمار المشترك في تونسوفرنسا.. لأن فرنسا تحتل المرتبة الاولى بين شركاء تونس الخارجيين تجارة وسياحة ومن حيث عدد المؤسسات المشتركة والتي بلغت ال1180 بينها 800 في قطاع الصناعة. كما تفيد الاحصائيات الرسمية أن 70 بالمائة من المؤسسات الفرنسية والمشتركة وفقت في ترفيع رقم معاملاتها خلال العامين الماضيين وهو معطى يمكن أن يشجع على إحداث المزيد من المؤسسات المشتركة في البلدين. وفي الوقت الذي يتواصل فيه الاخذ والرد حول فرص تجسيم المشروع الفرنسي حول بناء "الاتحاد المتوسطي" (او "الاتحاد من أجل المتوسط") جاءت تظاهرة باريس والمحادثات الرسمية التي جرت على هامشها لتؤكد دعم تونس المبدئي لمشروع ساركوزي المتوسطي.. باعتباره يمكن أن يدفع الاتحاد الاوروبي نحو تخصيص موارد مادية وطاقات بشرية أكبر لتنمية دول جنوب المتوسط وعلى رأسها الدول المغاربية.. لا سيما من حيث مساعدتها على تخفيف حدة ملفات البطالة والفقر والتهميش الاجتماعي والجهوي.. وغير ذلك من الاسباب العميقة التي تبرر تزايد الطلب على الهجرة في صفوف دول الجنوب في وقت ضاعفت فيه دول شمال المتوسط اجراءاتها الامنية الحمائية لحدودها.. إن فرنسا التي تستضيف حوالي 600 الف تونسي وتونسية (غالبيتهم من بين حاملي الجنسية المزدوجة ) وترسل سنويا الى تونس أكثر من مليون سائح وتستقطب نحو ثلث صادرات تونس تبقى شريكا استراتيجيا ومن المفيد استباق زيارة الدولة التي سيقوم بها ساركوزي لتحقيق مكاسب جديدة على هامشها لفائدة الجانبين.. لا سيما في مجال الاستثمارات المشغلة والمشاريع الثقافية والاعلامية المشتركة.. وابرام اتفاقية ثنائية تفتح فرصا جديدة للهجرة المنظمة لاسيما عبر نظام الحصص السنوية للمساهمة في معالجة ملف الهجرة غير القانونية بشكل جذري.