تكريما وتقديرا للشعب التونسي ولثورة الحرية والكرامة التي فاز بها بطرق سلمية تشارك الهند في مهرجان قرطاج الدولي بعرض"شانتي" وذلك يوم 28 جويلية 2013 بفضاء الاكروبوليوم بقرطاج.. و"شانتي"، على حد تعبير السفيرة الهندية نغمه مليك، تحية وإطراء لروح اللآعنف التي تحلّى بها الشعب التونسي لتحقيق الحرية والكرامة لنفسه وراجيندرا غنغاني، فنان شهير من أبرع فنّاني الرقص الكلاسيكي الهندي اليوم نشأ في عائلة توارثت الرقص، وسيؤدي غنغاني نمط جايبور لرقصة "كاثاك" مع المحافظة على شكلها التقليدي وقد أضاف لها طابعا معاصرا. وهو موسيقيّ موهوب يقوم بتأليف الموسيقى لتصاميم رقصاته بنفسه، إضافة إلى عزفه على العديد من الآلات الموسيقي أما "شانتي" أو السلام فهي لوحات تناغم وانسجام، حريّة، وتوحّد مع الآلهة، وهي الفكرة الجوهرية للرقص الدرامي ودعوة للتعايش السلمي بين مختلف الأديان والأعراق هو روح الهند، وفي الرقص الدرامي"شانتي" ستقوم فرقة الرقص الهندية بتجسيد التناغم بين أربع رقصات كلاسيكية هندية: كاثاك، براتناتيام، كثاكلي، أوديسي، ذات أصول في شمال الهند وجنوبها وشرقها. ومن خلال تصميم الرقصة سيحاول غنغاني استحضار "برهمانند ساهودرا" – عبارة سنسكريتية معناها الانسجام مع العناصر الروحية، وهو ما يريده (يبحث عنه) المفكرون الصوفيون و"كاثاك" هي رقصة شمال الهند وتعود جذورها إلى الفترة القديمة، إلا أنها أصبحت أكثر تألقا وروعة، وأوسع انتشارا من خلال تقديمها في قصور الإمبراطورية المغولية ومِن ثَمّ في ساحات لكناؤ، بنارس وجايبور في شمال الهند. و"أوديسي" هي الرقصة الكلاسيكية لشرق الهند والتي أصبحت خالدة من خلال نحتها على الصخور في معابد "كاجوراهو" التي بُنيت في القرن الثاني عشر المسيحي. أما "برتناتيام وكثاكالي" فهي من أشهر أشكال الرقص في جنوب الهند والتي تعود لأكثر من ألفي (2000) سنة. فقد كانت رقصة برتناتيام تؤدّى على النحو المثالي في المعابد، بينما تؤدّى رقصة كثاكالي في القرى، وكلتاهما تجسّد حلقات من الملحمة الهندوسية الشهيرة