شهد الموسم الرياضي المنقضي فيما يخص المحترفين خارج بلادنا ظهور عدد من اللاعبين الذين تمكنوا من جلب الإهتمام والأنظار ووفقوا إلى حد كبير في تقديم عروض ممتازة، بالمقابل فإن أغلب المحترفين في أوروبا كان موسمهم عاديا إلى أبعد الحدود إن لم نقل دون المستوى.. ولعل البطولة الفرنسية التي بقيت الوجهة المفضلة لأغلب محترفينا عرفت بالخصوص تألق ثلاثة لاعبين كان لهم حضور بارز ومؤثر في هذا الموسم. صاحب الروائع يمكن القول أن صابر خليفة مهاجم نادي إيفيان الفرنسي كان أفضل اللاعبين التونسيين في أوروبا، فالحضور المؤثر لهذا اللاعب ساهم بشكل كبير في بقاء فريقه ضمن أندية النخبة، كما ساعده على بلوغ الدور النهائي لكأس فرنسا، صابر سجل عدة أهداف حاسمة ورائعة للغاية, وقد تم اختيار هدفه العالمي الذي سجله من مسافة 65 مترا أفضل هدف في البطولة الفرنسية، تألق صابر خليفة بشكل استثنائي جعله محل اهتمام من عدد كبير من الأندية الاوروبية ، ومن المؤكد أن هذا البروز اللافت سيقوده إلى الانتقال إلى فريق آخر. عبد النور مستقر.. والخزري مشروع هداف متميز
في البطولة الفرنسية حافظ أيضا حافظ المدافع أيمن عبد النور على تألقه للموسم الثاني على التوالي، ولعل تجديد عقده مع تولوز بامتيازات كبيرة ساعد هذا اللاعب على المحافظة على أدائه الجيد، وكان ضمن قائمة اللاعبين الأفارقة المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب أفريقي في البطولة الفرنسية، كما أنه حافظ على مكانته كأفضل المدافعين في أوروبا مما جلب له اهتمام عدد كبير من الأندية المعروفة, وقد تكون المرحلة القادمة حاسمة في مسيرته الرياضية، وهو الأمر الذي أكده اللاعب نفسه. البطولة الفرنسية عرفت أيضا بروز وهبي الخزري الذي سجل مع فريقه «باستيا» عدة أهداف حاسمة، وأكد أن لديه امكانيات كبيرة قد تساعده على مواصلة التألق مستقبلا وتقديم الإضافة للمنتخب التونسي. وبالتوازي مع ذلك فإن عددا كبيرا من التونسيين كان مرورهم وحضورهم في البطولة الفرنسية باهتا على غرار جمال السايحي الذي عانى كثيرا من الإصابات وإيهاب المباركي الذي لم يشارك كثيرا مع «إيفيان» وزهير الذوادي الذي انتهت تجربته مع النادي نفسه بشكل سريع للغاية. الشرميطي يستعيد عافيته.. والدراجي تائه أما في البطولة السويسرية فإن الحضور التونسي لم يكن مؤثرا بالشكل المطلوب، وهنا نتحدث أساسا عن ثنائي نادي «زوريخ» أمين الشرميطي وياسين الشيخاوي فضلا عن أسامة الدراجي لاعب «سيون»، ولئن تمكن الشرميطي من التسجيل في بعض المناسبات خلال نهاية البطولة إلا أن فريقه لم يتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة، وبالتوازي مع ذلك نجح الشيخاوي في العودة إلى الملاعب بعد غياب طويل، وسجل هدفا وحيدا، أما الدراجي فإن المشاكل التي عانى منها منذ انضمامه الموسم الماضي للفريق قد أثرت في عطائه، ورغم اجتهاده إلا أنه لم يقدر على الظهور بالشكل المطلوب، أما سيف غزال فقد شارك في عدد كبير من المباريات مع «ثون» لكن دون تالق كبير. يونس متوج عكس أغلب اللاعبين التونسيين الناشطين في بطولات متواضعة على غرار لسعد النويوي في البطولة الاسكتلندية وحمدي الحرباوي في البطولة البلجيكية ومهدي بن ضيف الله في البطولة البولونية وكذلك وسام بن يحيى مع «ميرسن» التركي، فإن المهاجم السابق للنادي الصفاقسي حمزة يونس كان التونسي الوحيد الذي توج هذا الموسم في احدى البطولات الأوروبية وذلك مع نادي «بترولول» الروماني الذي أحرز الكأس على حساب نادي «كلوج»، وحافظ هذا المهاجم على مكانته المتميزة في فريقه. جمعة والهمامي وألقاب بالجملة بعيدا عن البطولات الأوروبية فإن عددا كبيرا من التونسيين اختاروا اللعب في البطولات الخليجية على غرار يوسف المساكني الذي توج بكأس ولي العهد في قطر مع «لخويا»، فضلا عن ثنائي المنتخب التونسي شادي الهمامي وعصام جمعة لاعبي الكويت الكويتي اللذين توجا بثلاثة ألقاب منها كأس الاتحاد الآسيوي، جمعة تمكن من استعادة نجاعته الهجومية مع هذا الفريق وسجل أكبر عدد من الأهداف في البطولة الكويتية.