أدّى صباح أمس محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية رفقة محمد بن سالم وزير الفلاحة زيارة عمل إلى ولاية جندوبة استهلت بجلسة مغلقة مع ممثّلي الإتحاد الجهوي للشغل وممثّلي المجتمع المدني ونواب الجهة بالمجلس التأسيسي وجلسة أخرى مع ممثّلي الإتحاد الجهوي للصناعة والتجارة إلى جانب جلسة مفتوحة بحضور المراسلين الجهويين خصصت للحوار مع فلاّحي الجهة. استحضر المرزوقي مظاهر تهميش النظام السابق للفلاحة بالجهة مؤكّدا أن المعادلة صعبة بين ما تكتنز به الجهة من مدخرات طبيعية وتكاثف مظاهر الفقر وأن الرهان السياسي اليوم يقوم على الأمن الغذائي الذي يؤمّنه القطاع الفلاحي مؤكّدا أنه بفضل ثورة المناطق والجهات الداخلية زال جدار الديكتاتورية وأنه بات من الضروري مراجعة سياسة التنمية الفلاحية بهذه الجهات لتمكينها من حقها في التنمية والتشغيل. عرّج الرئيس على الوضع السياسي بالبلاد ليؤكّد أنه ليس هناك وقت ضائع في كتابة الدستور وأنه لا يجب الإستعجال بتحقيق أهداف الثورة قائلا: "لا توجد عصا سحرية لذلك" وشدّد على ضرورة تظافر جهود الجميع للرقي بالبلاد من خلال العمل والتقليل من المطلبية المجحفة والإعتصامات المعطّلة لمسار التنمية معبّرا عن تفاؤله بمستقبل أحسن للثورة في تونس ولأهدافها.. وإذ غلب على كلمة رئيس الجمهورية الجانب السياسي فإن كلمة وزير الفلاحة كانت تقنية فنية بالأساس حيث أشار إلى الصبغة الخصوصية الفلاحية للجهة وأكّد أنه رغم ثراء مدخراتها همّش القطاع الفلاحي خاصة في جانب التمويل. غلب على تدخلات فلاّحي الجهة والنقابة الوطنية للفلاّحين والإتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري تشخيص واقع القطاع الفلاحي بالجهة وأهم صعوباته.. عقبت جلسات العمل بزيارات ميدانية لكل من معمل الأسلاك الكهربائية للسيارات بمنطقة الإرتياج بمعتمدية جندوبة الشمالية وزيارة ضيعة لإنتاج اللفت السكري ببدرونة وزيارة معمل السكر ببن بشير ببوسالم ومقر المركز الفني للزراعات الكبرى بالمرجى ببوسالم وإعطاء إشارة إنطلاق موسم الحصاد إنطلاقا من إحدى الضيعات الخاصة بإنتاج الحبوب. احتجاجات ومقاطعة الوجه الآخر لهذه الزيارة تمثّل في ما شهدته مراسم الإستقبال من وجود عديد الإحتجاجات الجماهيرية الشعبية أمام مقر الولاية إذ رفعت بيانات تندّد بحالة التهميش التاريخية للجهة وبغياب التنمية الجهوية ورفض هذه الزيارة الشكلية والصورية للجهة وهي إحتجاجات تبنّتها عديد الأحزاب حيث أصدرت التنسيقية الجهوية للجبهة الشعبية بجندوبة بالتنسيق مع عدد من مكونات المجتمع المدني بيانا تمّ توزيعه على المواطنين الذين تجمهروا بأعداد كبيرة أمام مقر الولاية في ظل تعزيزات أمنية. ومن أبرز ما جاء في البيان توضيح أسباب مقاطعة زيارة رئيس الجمهورية للجهة في ظل تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وتنامي ظاهرة العنف وما تعرفه الجهة من حيف وظلم وتهميش بلغ حد رفع شعارات تنادي ب"حياة المخلوع" واعتبر البيان أن هذه الزيارة "جوفاء وخالية من كل مضمون جاد ومفيد للتنمية بالجهة وفيها مغالطة للرأي العام الجهوي ووعود زائفة" مع التنديد بتجاهل المسؤولين وحكومة الترويكا لخطورة الوضع الأمني بالبلاد.