تالة -الصباح الاسبوعي مثّل ملف مرض التهاب الكبد الفيروسي الموضوع الاكثر تداولا في الاشهر الماضية في معتمدية تالة بعد أنّ أثار أحد الاطّباء من أبناء الجهة إنتشار هذا الفيروس بشكل يبعث على القلق مما دفع بوزارة الصّحة الى أن تعلّق لأوّل مرّة على الموضوع حيث قلّلت من المخاوف التي أحاطت به و سرعان ما عجّلت في إرسال أطبّاء و خبراء في مجال الامراض الوبائيّة إلى عين المكان للوقوف على مدى صحّة ما راج من نسب و معلومات عمل الوزارة بدا جدّيا منذ الوهلة الاولى حيث واكبت « الصباح الأسبوعي «مراحل التدخّل من الاستماع إلى أغلب حاملي المرض و كذلك الاتّصال بالجهات الصّحية المحلّية و الجهوية المسؤولة عن هذا الملف وصولا إلى ضبط خطّة علميّة لتحديد مدى تواجد هذا المرض في كامل معتمدية تالة و رصد كلّ الاصابات عند اكتشافها و تثبيتها على خارطة الجهة والتعامل معها عبر الاقمار الصناعية كنقاط سوداء بضبط محيط المريض و حصر الفيروس جغرافيا ...هذا و عملت الوزارة على إرسال فريق مختصّ في علم الوبائيات و الاحصاء و تحليل المعلومة من مهندسين و أطباء و ممرّضين بالتعاون مع الهيكل الصّحي المسؤول عن هذا الملف بالمستشفى المحلّي بتالة و الجهوي بالقصرين ... وبين بلال العبيدي مهندس اول في الاحصاء و تحليل المعلومة بوحدة الوبائيات بإدارة الرعاية الصّحية الاساسيّة بوزارة الصّحة المسؤول عن الدّراسة التي تقوم بها وزارة الصّحة ل»الصباح الاسبوعي « ان الوزارة وفّرت اعتمادات مهمّة لهذه الحملة التي تحدث لأوّل مرّة في تالة و التي تقودها إدارة الرعاية الاساسية بوزارة الّصحة و معهد باستور و يشرف عليها أساتذة وكفاءات تونسّية عالية في علم الوبائيات على غرار الاستاذين عفيف بن صالح و هندة التريكي ، و تقوم الدراسة أساسا كما أعلمنا بلال على تحليل 5000 عيّنة من متساكني معتمدية تالة لفحص دمائها مخبريا في مرحلة أولى في معهد باستور بتونس العاصمة ثمّ تعطى النّتائج إلى فريق صحّي بالمستشفى المحلّي بتالة تمّ تكوينه للغرض الذي يقوم باستدعاء الاشخاص الحاملين للمرض لإعادة التحليل مرّة ثانية للتأكد من وجود المرض و تصنيفهم ضمن المرضى المتعافين او المرضى الجدد و يقع بعد ذلك إحالة المريض إلى طبيب الاختصاص الذي يباشر عملية العلاج ... كما يتمّ أيضا استدعاء من أظهرت التحاليل عدم إصابته بهذا المرض ( الشاهد cas temoin ) للأجابة على أسئلة أعدت للغرض من قبل أخصّائيين لتحديد الاسباب الرئيسية لهذا المرض دواء مجاني للغير منخرطين بالصندوق الوطني للتامين على المرض أعلمنا بلال أن وزارة الصّحة اقتنت كميّة هائلة من الدواء المعتمد عالميا لعلاج مرض التهاب الكبد الفيروسي و هي بصدد تقديمه لكلّ مريض حامل للفيروس مجانا إن كان هذا المريض غير منخرط بالصندوق الوطني للتامين على المرض ، و تضبط ملفات المرضى المنخرطين بالصّندوق ليتولّي المنخرط اقتناء الدوّاء و مباشرة العلاج ... كما أفادنا محدّثنا بأنّ تكلفة دواء المريض الواحد تتجاوز 40 ألف دينار.. نسبة المصابين أكثر بقليل من النسبة الوطنيةّ علمت «الصباح الأسبوعي» من مصادر صحيّة بالمستشفى المحلّي بتالة أنّ المخبر المحلّي قليل الامكانات لكنه تمكّن في ظرف وجيز من رفع 2200 عينة « تحليلة « و إرسالها إلى المخبر المركزي باستور الذي تولّى عملية التحليل المخبري ثمّ قدّم النّتائج في فترة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع ... و قد شرع الفريق الصّحي المحلّي المدعوم بخبراء و مهندسين في مجال علم الوبائيات في تنفيذ المرحلة الثّانية من هذه الحملة التي انطلقت يوم 11 جوان الجاري و ستتواصل إلى حدود 30 جوان كما أعلمتنا السّيدة خديجة أحد الاطار الطّبي المتطوّع في هذه الحملة و التي تتنقّل صحبة فريقها إلى عمادات و «دواوير «المناطق الريفيّة بكامل معتمدية تالة لأخذ عيّنات من هذه المناطق يكون عددها حسب عدد السّكان في « الدّوار « ... هذه الخرجات اليوميّة تنفذها 4 فرق صحيّة في أماكن مختلفة و يتمّ أخذ العيّنة في العائلة الواحدة من شرائح عمرية محصورة بين 5 سنوات و 65 سنة ...و يتمّ بعد ذلك تجميع العيّنات و إرسالها إلى مخبر التّحاليل بسيدي بوزيد ... و إنّ رفض كلّ الذين تحدّثنا معهم مدّنا ببعض الارقام حول نسبة انتشار المرض بعد المرحلة الاولى و الذين اعتبروا نشر النتائج من مشمولات الوزارة التي ستعلن على ذلك في تصاريح رسمية بعد انتهاء هذه المرحلة إلاّ أنّ بلال نفى بشكل قاطع النّسب المضخّمة التي تمّ تداولها في الماضي و اعتبر أن نسبة حاملي المرض أكثر بقليل من النسبة الوطنية و هي لا تدعو للهلع و الخوف كما شاع في السّابق و هو منتشر اساسا في صفوف شريحة عمرية متقدّمة في السّن .. و أعلمنا أنّ هناك من المرضى من بدأ في مرحلة العلاج ... كما نوّه بالعمل الكبير الذي تقوم به لجنة المتابعة لهذا الملف بكل هياكلها ... بعث مركز وطني لمكافحة هذا المرض تالة مركز نموذجيّ علمت» الصباح الاسبوعي» ايضا من مصادر بإدارة الرعاية الصّحيّة الاساسية بوزارة الصّحة أنّ الوزارة ستبعث لاحقا مركزا وطنيّا لمكافحة مرض التهاب الكبد الفيروسي بعد أنّ تمّ بعث لجنة أفقية لمكافحة هذا المرض و ستكون تالة مركزا نموذجيا و سيقع تعميم التجربة في تالة على بقية ولايات و معتمديات الجمهورية ...
