وأخيرا بعد توقف عن النشاط في السنوات التي عقبت اندلاع الثورة يعود مهرجان صفاقس الدولي الى الساحة الثقافية في ثوب جديد يتناسب والتحولات الجذرية التي طرأت على نوعية الحياة ببلادنا اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا، اذ أن الخوف من أعمال الشغب والنهب والفوضى كانت وراء الفتور المسجل في السنوات الماضية وان انفراج الاوضاع نسبيا حدا بالمشرفين على حظوظ الثقافة والفن بعاصمة الجنوب لإعادة الروح الى الهياكل والجمعيات النشيطة التي تلقى التجاوب مع القاعدة الجماهيرية العريضة على غرار مهرجان صفاقس الدولي ومهرجان المدينة اللذين سيريان النور خلال شهر رمضان المعظم، حيث تكون انطلاقة الاول يوم 13 جويلية بعرض تونسي يحييه الفنان صابر الرباعي ابن الجهة، لا سيما وأن حلوله بالمسرح الصيفي بطريق سيدي منصور حطم كل الارقام القياسية في الدورات السابقة وهذا ما يعني أن المراهنة عليه وتحمل ارتفاع تكاليف الحفل (أكثر من 50 ألف دينار) له ما يبرره اذ تنتظر هيئة التنظيم ان تكون العائدات أكثر من المصاريف، شأنه شأن الحفل الذي سيحييه راغب علامة والسهرة التي سيحييها الفنان القدير لطفي بوشناق رفقة زياد غرسة والسهرة التي يحييها جمال الشابي رفقة فوزي بن قمرة ليكون الانشاد الصوفي الطبق الرئيسي فيها،هذا الى جانب العديد من السهرات الاخرى التي لم يعلن عنها لحد الآن والتي يحييها نور شيبة وبالي الرقص الصيني.. وتجدر الاشارة الى أن بلدية صفاقس خصصت 200 ألف دينار لترميم المسرح الصيفي حتى يكون مؤهلا لاحتضان الدورة الجديدة في احسن الظروف ماديا وفنيا وتقنيا. كما علمنا أن اجراءات امنية مشددة جدا سترافق السهرات حتى تكون ناجحة ومشجعة على الشروع في الاعداد للدورة الموالية مباشرة بعد انتهاء سابقتها لا سيما وأن المشاكل التي عاشها فضاء تبارورة المحاذي للمسرح في السنوات الماضية ولد نوعا من الفتور وحتى النفور من التردد عليه ولا سيما اثناء الليل تفاديا للنهب والاعتداءات والابتزازات.