باردو-(وات) انعقدت صباح امس بالمجلس الوطني التأسيسي جلسة ممتازة بمناسبة زيارة الدولة التي يؤديها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى تونس يومي 4 و5 جويلية الجاري. وحضر الجلسة الممتازة أعضاء الحكومة ونواب المجلس الوطني التأسيسي وممثلون عن مكونات المجتمع المدني وعن عدد من البعثات الديبلوماسية بتونس الى جانب ثلة من الشخصيات الوطنية والوفد المرافق للرئيس الفرنسي. وحيا الرئيس هولاند في كلمته الثورة التونسية وعملية صياغة الدستور مشددا على أن ثورة تونس تحمل أملا للعالم العربي والعالم بأسره في الحرية والديمقراطية. وأكد استعداد فرنسا للعمل مع كل ممثلي الشعب التونسي قائلا في هذا الصدد ان «فرنسا على يقين بأن الاسلام والديمقراطية يتطابقان.» وأبرز متانة العلاقات التي تربط بين فرنساوتونس عبر التاريخ وفي الوقت الراهن مؤكدا حرصه على مزيد توطيدها من خلال هذه الزيارة. وأوضح الرئيس الفرنسي أن تعزيز العلاقات مع تونس يعني قبل كل شيء الكشف عن الحقيقة متعهدا في هذا الصدد لأرملة النقابي التونسي الشهيد فرحات حشاد وابنه وممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل بالعمل على الكشف عن ملابسات اغتيال حشاد سنة 1952 مشيرا الى اسدائه تعليمات تقضي بوضع الارشيف الفرنسي المتعلق بهذا الملف على ذمة العموم. كما اغتنم هولاند الفرصة لتكريم الشهيد شكرى بلعيد الذى وصفه ب»رجل القناعات» معربا عن الامل في أن تتم اماطة اللثام عن المورطين في اغتياله.. من جهته اعتبر رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر في كلمته خلال هذه الجلسة الممتازة ان الفتور النسبي الذى شاب العلاقات بين البلدين ابان الثورة يعد حسب تعبيره «سحابة عابرة»، مبينا أن عزم فرنسا على دعم المسار الانتقالي في تونس تجلى بالخصوص من خلال خطة دعم سياسي على المستوى الثنائي وكذلك على مستوى العلاقات مع الاتحاد الاوروبي ومجموعة الثمانية. وشدد على ان العلاقات بين البلدين كانت ولاتزال عميقة وصلبة مذكرا بان العديد من ضحايا الظلم والديكتاتورية والاستبداد وجدوا في فرنسا ملاذا لهم من بطش النظام السابق وقمعه. واضاف ان تزامن وصول هولاند الى سدة الحكم مع ما شهدته تونس من ثورة يفرض على البلدين القيام بنقلة نوعية لارساء علاقات جديدة تقطع نهائيا مع الهاجس الأمني والخوف المفرط وتقوم على التكافؤ والتنمية المشتركة. كما ثمن بن جعفر قرار فرنسا تحويل جزء كبير من الديون التونسية الى استثمارات ومشاريع تنموية خاصة في المناطق التي عانت من التهميش الى جانب حرصها على الوقوف الى جانب الشعب التونسي لدى البنوك الفرنسية لاسترجاع الاموال المنهوبة.