تفاعل عدد من نواب المجلس الوطني التأسيسي إيجابيا مع الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" لأوّل مرّة في تونس وذلك اليوم الجمعة 5 جويلية 2013 بقبّة المجلس الوطني التأسيسي وفي جلسة عامة ممتازة حضرها سفراء و ممثلون عن دول أجنبية ودول شقيقة وصديقة، وقد برز هذا التفاعل خاصّة مع جملة الوعود التي قدّمها الرئيس الفرنسي لتونس، ولعلّ أبرز هذه الوعود هي إعلان فرنسا عن فتح الأرشيف والتحقيق في حادثة اغتيال الزعيم الراحل فرحات حشّاد، إلى جانب ما صرّح به هولاند عن عزم بلاده دعم تونس اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. وفي هذا الإطار سجلت "بناء نيوز" جملة من ردود الفعل التي تلت كلمة "فرنسوا هولاند" ومن بين تلك التفاعلات ما صرّح به النائب عن كتلة حركة النهضة وليد البناني الذي وصف خطاب هولاند بالإيجابي وتجلّى ذلك حسب رأيه في إعلان فرنسا عن فتح الأرشيف للكشف عن ملابسات اغتيال الشهيد فرحات حشاد، ومن بين الإيجابي أيضا في خطاب هولاند حسب البنّاني إعلان الرئيس الفرنسي عن ثقته في الثورة التونسية والاقتصاد التونسي وإعرابه عن عزم بلاده إرجاع الأموال المنهوبة إلى تونس. وتابع وليد البنّاني "لقد تضمّن خطاب الرئيس الفرنسي كثيرا من الإشارات الإيجابية، ونحن في حاجة إلى أن تتحقق هذه الوعود". من جهته قال النائب عن الكتلة الديمقراطية شكري يعيش إنّ فرنسوا هولاند أظهر اليوم أنّه من كبار رجال الدولة على حدّ تعبيره، وذلك لأنّه أوّل رئيس فرنسي يأمر بفتح الأرشيف والرجوع لملفات الخمسينيات، مؤكّدا أنّ أهمّ ما قاله هولاند خلال هذه الجلسة هو إعلان بلاده العودة بالتحقيق في ملابسات اغتيال الزعيم فرحات حشّاد. وأضاف يعيش أنّ الرئيس الفرنسي أظهر نيّة إيجابية في العمل على دفع التعاون الفرنسي التونسي في ما يخص المسائل الاقتصادية، خاصّة وأنّه قد صرّح بطلبه للمستثمرين الفرنسيين وحثهم على المساهمة في دفع الاقتصاد التونسي وخاصة القطاع السياحي منه. من جهتها أكّدت النائبة عن الكتلة الديمقراطية نادية شعبان أنّها استمعت اليوم لخطاب رئيس فرنسي جديد مقارنة ما اعتدنا عليه من "جاك شيراك" و"ساركوزي" وغيرهم، مشيرة أنّ هناك هناك نقلة نوعية اليوم في طريقة الخطاب والذي برز من خلال الحديث خاصّة عن إعادة النظر في نوعية العلاقة بين تونسوفرنسا التي طالما طالب بها التونسيون. وفي هذا السياق قالت شعبان إنّه من شأن تغيير نوعية الخطاب أن يخلق طريقة أكثر توازنا في التعامل بين تونسوفرنسا، مضيفة أنّه كون فرنسا هي الشريك الأول لتونس وكون أكثر جزء من الديون التونسية موجود لدى فرنسا فإنّ هناك إمكانية لإسقاط البعض منها وتحويل بعضها إلى مشاريع لكن مع معرفة الشروط مسبّقا لأنّ شروط تحويل الديون عادة ما تخدم مصالح فرنسا. من ناحية أخرى طالبت نادية شعبان بضرورة التسريع في استرجاع الأموال المنهوبة والمهربة بفرنسا والحصول على هذه الأموال في أقرب وقت لتدعيم الجهات والدخول في عملية الاستثمار الفعلية وتحريك الاقتصاد التونسي. أمّا بالنسبة لقرار هولاند فتح تحقيق في اغتيال فرحات حشاد فاعتبرت شعبان أنّ ذلك يعدّ مؤشّرا إيجابيا لأنّه يمكّن من معرفة صفحة من تاريخ تونس وجعل الأمور أكثر وضوحا، كما أكّدت أنّ ذلك يمثّل اعترافا بالمسؤولية الفرنسية في مسألة اغتيال حشّاد. من جانب آخر دعا النائب عن كتلة الحرية والكرامة عبد الرزاق الخلولي إلى تحقيق هذه الوعود خاصة في ما يتعلق بتحويل الديون الفرنسية إلى مشاريع تنموية ودعم تدفق السياح الفرنسيين على تونس. ووصف عبد الرزّاق الخلولي بدوره خطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالإيجابي، مشيدا بما قاله هولاند بشأن التحاور الفرنسي مع كل الأحزاب والأطراف السياسية في تونس يمينا ويسارا دون تفريق بين أحد من الأطراف ودعم تونس في مسار الانتقال الديمقراطي ودعمها اقتصاديا.