وجهت عائلة المرحوم مروان بن محمد الحبيب بن زينب ردا على مقولة الوزير الأول السابق لبن علي حامد القروي بانه "لم يكن له علم" بقضية مقتل ابنها تحت التعذيب ايام كان وزيرا للعدل خلال العهد البائد. نص الرد
طالعنا مؤخرا حديثا صحفيا نشرته احدى الجرائد اليومية مع الرئيس السابق لحكومة المخلوع. واندهشنا وتألمنا وحزننا كثيرا كتونسيين اولا وكعائلة ثانيا لاجابة هذا الرئيس المغالط لما سأله محاوره عن فعلة شنيعة هزت الرأي العام ابان وقوعها داخليا وخارجيا وهي فعلة اغتيال الشهيد المهندس الاول الباحث مروان بن محمد الحبيب بن زينب يوم 21/07/1989 وفبركة موته في حادث انتحار على السكة الحديدية بمدينة حمام الانف. لقد قال السيد الرئيس؟ (بعد محاولة للتذكر) كما كتب الصحفي (ما عندي حتى علم بالقضية). ونحن نسأله ونلح في السؤال. ألم يعلم في تلك الآونة (بوقوع هذه الجريمة)؟ ألم تصله معلومات في شأنها وهو وزير العدل؟ وما أدراك ما وزير العدل؟ ألم يتحرّ في المسألة؟ ألم يعرف الحقيقة او حتى جزءا منها؟ ألم يسع في الكشف عنها؟ هل تستطيع العائلة او اي مواطن تصديقه في هذا القول وهو وزير العدل آنئذ المسؤول؟ ونكرر هذه العبارة مرات ومرات ومرات. هل يمكنه اقناع اي انسان ولا أقول العائلة بهذا الجواب السخيف؟ ان كثيرا من الناس في ذلك الوقت وطبعا من بينهم افراد عائلة المرحوم عرفوا وتيقنوا كليا وآمنوا ايمانا لا يتزحزح بان موته كانت جريمة سياسية، فما بالك وهو الوزير المسؤول مباشرة عن قطاع العدل ألم يبلغه الامر حتى بالسماع مثلنا؟ إننا ندعوك من موقعنا كعائلة ملتاعة أنت وامثالك ممن كانوا يشاركون المخلوع نظام حكمه الغاشم وفي فترة وقوع الجريمة ان تنيروا الحقيقة وان تحكموا ضمائركم وتسجلوا وقائع التاريخ بصدق احتراما لذواتكم وللذاكرة الوطنية ولحكم التاريخ. ثم اننا نسألك: ألم يبلغك العلم في ذلك الوقت كأي مواطن باغتيال ابن محمد الحبيب بن زينب مروان رحمه الله؟ ألم يثر في نفسك وذهنك موت هذا الشاب الذي هو ابن شخصية وظيفية سامية ومرموقة في ذلك العهد؟ وليس من المستغرب يا سيد حامد انك كنت تعرفه شخصيا من خلال دراستكما الثانوية معا في المعهد الصادقي الشهير، وربما التقيتما هناك وفي مواقع وظروف اخرى. ألم يثر موته المشاع وقتئذ بتلك الطريقة الفظيعة حتى لمجرد معرفتك للوالد بحكم الدراسة مجرد الاستعلام والتحري من جانبك عن ظروف اغتياله وموته لما نعرفه من عمق اللحمة والتضامن التي كانت تسود العلاقة بين ابناء تلك المدرسة العزيزة، ان هذا كله يثير الحيرة في نفوسنا لتجيب انت وبكل ثقلك السابق وبكل بساطة مع ذلك هكذا (ما عندي حتى علم بالقضية). اننا في دهشة من أمركم جميعا، انتم الذين كنتم اركان حكم نظام "بن علي" فكلما سئل احدكم عن فعلى شنيع وقذر ارتكب خلال حكم هذا النظام كالقتل والتعذيب ونهب الثروة والسرقة الا وهرب للزاوية كما يقال بالادعاء انكم تجهلون كل شيء ولا تعرفون شيئا من مآسي وجرائم وسرقات ذلك النظام فهل كان "بن علي" يفعل كل ذلك بنفسه وشخصيا ولا يعتمد عليكم في اي شيء؟ فلماذا اختاركم اذن؟ وهل كانت آذانكم صماء عن سماع كل ما كان يرتكب من الجرائم البشعة في تلك الفترة من الاغتيالات والتعذيب الشنيع؟ فلقد رأينا جميعا على شاشات التلفزة وعلى صفحات الجرائد انكم تتبرؤون كلكم مما حدث وكلكم تجهلون ولا تعلمون شيئا. أتعتقدون ان الشعب التونسي غبي الى هذا الحد؟ وان كل الترهات والحيل (والتبلفيط) تنطلي عليه بسهولة هكذا؟ ا وان ذاكرته ضعيفة وسريع النسيان؟ ونستطيع التأكيد بان كل الناس سيقولون بصوت واحد بعد جوابك الشهير الآنف الذكر انكم كلكم قرأتم في مدرسة واحدة. ولله الامر من قبل ومن بعد. ◗ عائلة المرحوم