يستعد الكاتب التونسي حسونة المصباحي لإصدار خمسة كتب دفعة واحدة وذلك في مطلع الخريف القادم علما انه يعكف طوال شهر رمضان هو في مدينة ميونيخ الألمانية على إتمام كتاب جديد بعيدا عن الصّخب والمشاحنات التونسيّة أوّل هذه الكتب رواية بعنوان:"أشواك وياسمين". وسوف تصدر عن دار جداول ببيروت. وفي هذه الرواية التي أنهاها في لوس أنجلس العام الماضي، يروي حسونة المصباحي فصولا من التّاريخ التونسي في فترات قديمة، ومعاصرة. ويحمل الكتاب الثّاني عنوان: "رسائل إلى أصدقاء بعيدين"، وسيصدر عن دارآفاق بتونس. ويحتوي حسبما صرح به حسونة المصباحي" للصباح " على رسائل حميميّة وجّهها الكاتب إلى العديد من أصدقائه المبدعين من أمثال أدونيس، والبيّاتي، والطيب صالح، واميل حبيبي، والحبيب بوعبانة، ومحمود درويش، وآخرين... وسيكون الكتاب الثالث عبارة عن يوميّات كتبتها المصباحي في فيلاّ فالدبارتا بميونيخ في صيف 2009 وسيصدر عن دار مها بتونس. وسيخصصّ المؤلّف كتابا للكاتب الإيرلندي الكبير جيمس جويس في منافيه بكلّ من ترياست الإيطاليّة، وزيوريخ، وباريس. وسيصدر هذا الكتاب عن دار مها أيضا. وعن دار آفاق سيصدر حسونة المصباحي كتابا يتضّمن نصوصا ترجمها عن الفرنسية حول الحداثة وما بعد الحداثة. كما يتضمّن هذا الكتاب بورتريهاتات لبعض الفلاسفة المعاصرين البارزين.وعن المركز الوطني للترجمة، يصدر للكاتب ترجمة لكتاب "الشرّ والحداثة" للإسباني خورخي سامبرون الذي كان يكتب بلغة موليير وفي ميونيخ تصدر الطبعة الرابعة لمختارات قصصيّة لحسونة المصباحي تحت عنوان "الحمار الأخضر. وحسونة المصباحي هو ذاك الأديب التونسي الذي تحدث الراحل يوسف إدريس عن كتاباته فقال: "يكفي أن تقرأ قصة واحدة لحسونة المصباحي لكي تعرف كيف يعيش الإنسان التونسي، وكيف يفكر، وما هي حكاياته وأساطيره الخاصة كما لو انك عشت في تونس عشرات السنين." وهي قراءة دقيقة وعميقة لكتابات حسونة الذي كان ومازال يكتب حكاية تونس وراهن أهلها ويبدي آراءه ومواقفه مما يحدث فيها دون خوف او رمز او تقية بل كشف المستور وعرى العقد وكتب عن التابوهات واتخذ موقفا واضحا ولم ينتظر ان تتضح الرؤية بعد التحولات الكبرى التي شهدتها تونس علما بان المصباحي مخضرم ولد سنة 1950 وعرف حكم بورقيبة وحكم بن علي وحكم الترويكا بعد ثورة 14 جانفي2011. ودخل السجن من اجل آرائه السياسية عرف حسونة بصراحته الجارحة أحيانا في كتاباته للمقالات الصحفية وبتسميته للأشياء بأسمائها في نظمه للشعر وبتسجيله وحفظه لتاريخ تونس العمق.. تونس الارياف - وهو من ريف الذهيبات التابعة إداريا إلى ولاية القيروان – في قصصه القصيرة وفي رواياته وقد وصل بهذه الميزة وهي الانطلاق من المحلي والانتصار إلى تفاصيله الصغيرة إلى العالمية من بابها الواسع فترجمت كتاباته إلى عديد اللغات وخاصة منها اللغة الألمانية. كتب المصباحي أدب الرحلات وقد ساعدته اقامته الدائمة لعشرات السنين في أوروبا وعمله في مدينة ميونيخ الألمانية التي عاش فيها أكثر من عشرين سنة كما ساعدته دراسته للآداب الفرنسية في جامعة تونس على إعداد الكثير من البحوث والدراسات وعلى الترجمة من الفرنسية إلى العربية حيث له عشرات المؤلفات نذكر من بينها "أصوات مراكش" لالياس كانيتي، و"قصص للأطفال" لجاك بيرفير، و"الحب هو البراءة الأبدية" إضافة إلى ترجمته لمنتخبات من الشعر العالمي فهل يضيف حسونة المصباحي في هذه الكتب الخمسة إلى نصوصه القديمة المليئة بالحياة والصور البكر المزيد من الإبداع والتفرد؟ وهل يواصل فيها بناء مشروعه الفكري الذي ارسي قواعده منذ كتاباته الأولى؟