الڤصرين - الصباح الاسبوعي التأمت بمدينة سبيطلة منذ أيام ندوة جهوية لتطوير القدرات البشرية للجهات الداخلية في المسائل التنموية و إعادة النّظر في المخطّطات الجهوية و تحسينها و ذلك من خلال تشخيص علمي لواقع التّنمية بكامل معتمديات ولاية القصرين تحت إشراف محمّد سيدهم والي القصرين و بحضور كفاءات جهويّة في مجال التنمية و البيئة "الصباح الاسبوعي" واكبت هذه النّدوة التي كشفت عن واقع مزر للتنمية الاقتصادية والاجتماعية و الوضع البيئي من خلال ما قدّمه من نسب ومؤشرات الأستاذ العوادي الخبيروالأستاذ الجامعي صحبة فريق مختصّ في مجال التنميّة لتمكين هذه الولايات من برامج جهويّة متكاملة بالتنسيق مع الدّواوين في الجهات عبر منهجية تشاركية تعتمد على خبراء وليس على مكاتب دراسات، وقد اعتبر العوادي أن ولاية القصرين تعرّضت طيلة عقود إلى تجاهل و تهميش من قبل النظامين البورقيبي و النوفمبري و هو ما خلّف فجوة كبيرة بينها و بين الولايات الاخرى.. وقد عرض عديد الارقام و المؤشّرات و النسب في عديد القطاعات يمكن تلخيصها في وجود 10 معتمديات على 13 في المراتب الاخيرة من بين معتمديات الجمهورية ال264 على مستوى تدني مؤشّرات جودة الحياة و المعرفة و العمل و الصّحة ... و كذلك تواجد ولاية القصرين في المرتبة 22 على 10 سنوات مضت في تمتّعها بالاستثمارات العموميّة و الخاصّة ، و قد دعّم الخبير هذه الارقام بوضع البرامج التنموية المرصودة للجهة و التي تقدّر ب262 مشروعا في ميزانية 2012 و لم ينجز منها سوى 51 مشروعا. كما أكّد الخبير أنّ موقع الولاية في النّسيج الاقتصادي الوطني لا يتلاءم مع ما تحتويه الولاية من موارد و ثروات طبيعيّة و بشرية هائلة ، فمعتمديات الولاية كلّها مدرجة ضمن المعتمديات ذات الاولويّة ... و اعتبر أنّ هذه الاشكاليات التنموية تبعث على الحيرة فكيف لولاية تحتوي على ربع التراث الاثري التونسي و ثروات طبيعيّة هائلة و مواد انشائية تتجاوز 45 مادّة و طاقة بشرية تقدّر بنصف مليون نسمة تقريبا أن نجدها في وضع سيئ على جميع المستويات ... الاستاذ العوادي تحدّث أيضا عن واقع الفلاحة حيث أن 358 ألف هكتار من الاراضي القابلة للعمل الفلاحي غير مستغلّة ، و بالرغم من أنّ الولاية تعتبر المزّود الاوّل وطنيا لبعض المنتوجات كالطّماطم الفصلية و التين الشوكي و التفاح إلاّ أنّ الوضع الفلاحي بالجهة يبق في حاجة إلى إعادة هيكلته و دعمه .. و لم يخف الخبير تفاؤله بوجود مجالات واعدة في الفلاحة البيولوجية التي تبق كما قال محل تهديد من قبل ظواهر بيئيّة سيئة ... و لم يكن الوضع الاجتماعي و الصحّي أفضل من سابقه فقد تحدّث الخبير عن 4,8 كمعدّل حجم العائلة في القصرين و 3226 مريضا للطبيب الواحد و 5 معتمديات من 13 بدون أسرّة و1,25 سريرا لكل ألف ساكن ... وكذلك ينسحب الامر بمؤشّراته الضعيفة جدّا في قطاع الصّناعات التحويلية و الخدمات