تحفظات وتشكيك في الاستقلالية تونس - الصباح الاسبوعي: يعقد المجلس التأسيسي اليوم جلسة عامة لانتخاب ممثل المالية العضو التاسع بالهيئة العليا للانتخابات بعد انتخابه لثمانية أعضاء في جلستي الجمعة والسبت الماضيين. وبعيدا عن الأجواء المشحونة التي طغت على جلسة أول أمس واختلاف الاراء حول مدى حياد الأسماء التي تم انتخابها كثرت التساؤلات بشأن الرئيس المنتظر للهيئة في ظل وجود أكثر من اسم مرشح . وبعيدا عن التخمينات أكدت لنا بعض المصادر ان كمال بن مسعود ومحمد شفيق صرصار لن يرأسا الهيئة استنادا الى التوافق الحاصل بين مختلف القوى داخل المجلس التأسيسي . وفي ظل تباين المواقف نفى النائب محمد الحامدي - الكتلة الديمقراطية - ان تكون له أي تحفظات بشأن الأعضاء الثمانية الذين تم اختيارهم وفقا للتوافقات بعيدا عن المحاصصة الحزبية والولاءات .واعتبران المشاحنات والتجاذبات التي حصلت في جلسة السبت الماضي مجرد مبالغات على حد وصفه مشددا على ان عملية الغربلة الطويلة التي خضع لها مئات المترشحين أعطت نتيجة ايجابية باعتبار كفاءة مختلف الأسماء . وأكد الحامدي انه لابد من وضع الامكانيات الضرورية تحت تصرف الهيئة حتى يتسنى لها الاعداد لانتخابات نزيهة وشفافة. مجرد تحفظات ومن جهتها اعتبرت سلمى بكارعضوة لجنة الفرز ان تركيبة الهيئة تعد مقبولة بنسبة 80 بالمائة رغم افتخارها بكل الكفاءات التي ترشحت ولم يسعفها الحظ في أن تكون في تشكيلة الهيئة لكنها أبدت في نفس الوفت أسفها عن عدم التصويت للمرشحة ألكسندرا ليلى التي يعد عدم مرورها خسارة كبيرة للهيئة على حسب تعبيرها .وتابعت "زملاؤنا من حركة النهضة عمدوا الى فرض حساباتهم الضيقة وحرموا باسم الاغلبية كفاءة في قيمة ألكسندرا من التواجد ضمن الهيئة وكانت رسالة سلبية للمقيمين بالخارج وأدعو المسؤولين الى الاستفادة من خبرتها وأمثالها في الهيكل التنفيذي أو الجهوي لهيئة الانتخابات" تشكيك في الاستقلالية وقال محمد البراهمي - المقرر بلجنة فرز الهيئة ان العمل الذي قامت به اللجنة طيلة 4 أشهر راح أدراج الرياح على حد تعبيره مضيفا "كان كل أملنا ان نخرج هيئة بعيدة على التجاذبات السياسية وبعيدة على المحاصصة ولكن للأسف وجدنا انفسنا في الجلسة العامة في عمق التجاذبات والمحاصصة الحزبية ومرة اخرى خاب أملنا في أن نتوفق الى انتخاب هيئة مستقلة فيها كفاءات وطنية قادرة على قيادة مرحلة دقيقة ." وشكك البراهمي في قدرة الهيئة المنتخبة على فرض استقلاليتها وفي قدرتها على اداء دورها الوطني بعيدا عن الهيمنة الحزبية لحركة النهضة .وشدد على ان حل أزمة البلاد لا يمكن ان تكون الا بالتحرر من أسر مخرجات 23 أكتوبر2011.