بين محمد البراهمي نائب المجلس الوطني التاسيسي عضو الجبهة الشعبية أن الذكرى 56 لعيد الجمهورية قد تزامنت مع ترد للعملية السياسية وصل بها الى أزق خطير جدا، وراى أن كل ما افرزته انتخابات 23 أكتوبر قد أصبح عبئا على تونس وعلى شعب تونس، ولا بد حسب راية أن تتحلى الطبقة السياسية والمدنية بالجرأة وتبحث عن حلول خارج سياق انتخابات 23 أكتوبر خاصة ان الوضع من شأنه أن يتدحرج أكثر نحو مزيد التردي.. وأوضح أن الجبهة الشعبية تدعو صراحة الى مؤتمر وطني للانقاذ يضم كل الفعاليات السياسية والمدنية.. ترى فيه عنوان التدارك الممكن في هذه المرحلة على أساسه يقع تكوين حكومة كفاءات تتولى إنهاء ما تبقى من المرحلة الانتقالية. اعتبر محمد لزهر العكرمي الناطق باسم حزب نداء تونس عتبر ان "الدولة بصدد الضياع"، وكان يفترض بعد 50 عام من مجلس تاسيسي احدث الدولة ومؤسساتها وقام بتطوير البلاد أن يحقق المجلس التاسيسي الجديد القفزة النوعية في اتجاه التقدم والرقي ودولة المؤسسات والديمقراطية.. وقال: "اصبحنا نتمنى استرجاع الدولة والحفاظ على مكاسب الجمهورية لا سيما أن المجلس الوطني التاسيسي الحالي لا يفرق بين "صياغة" العروس وبين صياغة الدستور وبالتالي ما نلمسه اليوم هو خروج قطار الانتقال الديمقراطي على السكة. وبين العكرمي ان من مستلزمات المرحلة تصحيح المسار واعادة القطار الى سكة الاتجاه الصحيح للديمقراطية.. واشار الى ان له ثقة في تدارك ما فات وذكر في نفس السياق ان الشعوب ليس امامها الا تحقيق اهدافها والتاريخ لا يعود الى الوراء.. من جانبه اعتبر محمد بنور وجود "مجهود كبير يبذل داخل المجلس الوطني التاسيسي لاجتياز المرحلة التاسيسية في أفضل الظروف.." وقال ان "غياب التوافق وعدم الوصول الى تحدد خارطة طريق واضحة أمر متوقع..فلسنا في برلمان عادي، نحن أمام مجلس وطني تاسيسي فرضه الشارع والمجتمع المدني لم تفرضه الاحزاب." وأشار بنور الى ان المرحلة صعبة والطريق الذي أخذته الطبقة السياسية (انتخابات 23 اكتوبر) من الطبيعي ان يكون له نتائجه السلبية والتي تمثلت اساسا في التجاذبات السياسية وضم المجلس التاسيسي لعدد قليل من الساسة الناضجين مقابل اغلبية محدودة الخبرة.. وهي نتائج فرضها الواقع السياسي.حسب رايه. و بين أن للمرحلة ايجابيات فقد سجلت عدد من التوافقات كما كانت حافزا لتتعلم الطبقة السياسية الحوار فيما بينها، حوار ولقاءات لم تكن ممكنة من قبل..الى جانب تمكن لجنة التوافقات داخل التاسيسي من الالتقاء وتقريب وجهات النظر بالنسبة للدستور كما نظمت رئاسة الجمهورية 15 حصة حوار وطني مهدت لعديد التوافقات. وأكد بنور ان التونسيين بصدد التدارك والامور تتجه نحو الافضل، وقال انه متفائل بكل ما يجري في تونس فمن الصعب خلق التوازنات بعد الثورة وعلى الجميع أن يتجاوزوا مرحلة حوار الصم بين المجتمع المدني والطبقة السياسية لايجاد أفكار ايجابية تسهل المرور الى المرحلة القادمة.