تونس - الصباح الأسبوعي: أبو بكر الحكيم ومثلما كشفت عن ذلك تقارير إعلامية وأمنية محلية وأجنبية هو من العناصر الارهابية الخطيرة والتي كانت لها صولات وجولات في فرنسا والعراق وسوريا وأخيرا حطّ الرحال في بلده الأم تونس لتفيد التقارير الأمنية أنه تورّط في ادخال السلاح الى تونس والمتاجرة به، وانتهى به الأمر ليكون المشتبه به رقم واحد في اغتيال الشهيد محمّد البراهمي حسب رواية وزارة الداخلية.. كل هذا النشاط الإرهابي أو "الجهادي" -كما يؤمن به الحكيم- جعل منه شخصية أشبه باللغز وهو لم يتجاوز عتبة الثلاثين من عمره.. المختصّ النفسي يسري الدالي وفي تحليله لشخصية القاتل المزعوم أبو بكر الحكيم أفادنا "حسب التصريح الذي أدلى به لأحد القنوات التلفزية الفرنسية فإن تعليقه المتشنّج عن مقتل شقيقه في الفلوجة يبرز بوضوح الحقد الذي أصبح يعتمل في داخله منذ مقتل شقيقه.. كذلك في ما يتعلقّ بشخصية من اغتاله وهو محمّد البراهمي فان ذلك يشكّل مفارقة غريبة.. فمحمّد البراهمي هو شخصية متدينة تواظب على أداء فروضها وهو يصلّي الفجر حاضرا وأكيد أن كل المعطيات توفّرت للقاتل وهو يقوم بترصّده.. وبالتالي عندما يعمد قاتل متدين ومتشدّد لقتل شخصية متدينة فهذا يعكس كونه انقلب على أفكاره وقناعاته وناقض مرجعيته الدينية والايديولوجية، وفي هذه الحالة تكون قد تشكّلت عقدة نفسية مردّها الدمغجة وغسيل المخ الذي خضع له لحظة تحضيره ليقوم بعملية الاغتيال خاصّة أنه اغتال شخصية تشاركه التديّن والعقيدة فان ذلك يخلق صراعا نفسيا وتحوّلا رهيبا في شخصية منفّذ العملية.. وبالتالي تكون هذه العقدة ناتجة عن عملية التجنيد في حدّ ذاتها".