تونس الصباح الأسبوعي: ودعت تونس يوم 26 جويلية 2013 محمد البراهمي بعد تعرضه لعملية اغتيال كانت الغاية من ورائها اسكات صوت ظل على امتداد سنوات عديدة صوت الفقراء والفلاحين.. هكذا بدت على وجوه الحاضرين من المتتبعين من أبناء جهة سيدي بوزيد الذين كانوا يرون في محمد البراهمي القاطرة التي حركت الحراك الشعبي قبل ثورة 17 ديسمبر 2010. محمد البراهمي المناضل ظل الى آخر يوم من حياته صاحب المواقف الصادقة وقد كان الشهيد مؤمنا بضرورة الالتحام بالمشاكل الحقيقية لأبناء الشعب وذلك بتوخي العمل الميداني.. وقد انطلق فعلا في استراتيجيته منذ سنة 2008، وذلك عبر تأطيره وقيادته لمسيرة لعدد من فلاحي سوق الجديد وقد اطلق عليها في ذلك الحين ثورة المزارعين أو مسيرة البطاطا اذ انطلقت من سوق الجديد 35 شاحنة في اتجاه ولاية سيدي بوزيد وذلك من أجل التعبير عن رفضهم لاستيراد الدولة لكمية من البطاطا ليصل سعرها من 400 مي إلى 120 مي مما اضر بالفلاحين الذين علموا فيما بعد أن الكمية المستوردة لم تكن من مصر كما أعلن عنها وإنما من اسرائيل وقد تبين ذلك من خلال تحقيق قامت بها مجلة لبنانية. قاطرة المسيرات الشهيد محمد البراهمي كان في سنة 2009 على رأس مسيرة منزل بوزيان والمكناسي لايجاد حل لعدد من الفلاحين الصغار الذين كانوا قد تعرضوا للاستغلال باعتبارهم من المنتفعين بالاراضي الدولية لكن دون وثائق ملكية لقد كان الشهيد محمد البراهمي رجل مبادئ وقد وجد في الاتحاد العام التونسي للشغل بالجهة أكبر مساند له خاصة على مستوى قطاع التعليم الأساسي والثانوي. محمد البراهمي رفض كل محاولات النظام السابق وتصدى لآلاعبيه في محاولة احتوائه لمشاكل المواطنين كما أن الشهيد محمد البراهمي لم يرضخ للضغوطات التي سلطت عليه أثناء مراحل بناء منزله بحي النصر ليجد نفسه مضطرا لبيعه واقتناء منزل آخر بحي الغزالة. بعض الذين تحدثنا إليهم أكدوا على أن الشهيد محمد البراهمي كان رجل ميدان يعمل ويتحرك فقد صادف أن قطع بشاحنته في ظرف 3 أشهر 120 ألف كلم. الشهيد محمد البراهمي لم يكن بعيدا عن انطلاق ثورة 17 ديسمبر 2010 فقد كان باتصال دائم بالرفاق بالجهة هو الذي "هندس" تحرك الاحتجاجات إذ كان يوصيهم بتحول الحراك الشعبي من جهة لأخرى أي عدم فسح المجال للمؤازرة فانتقال الاحتجاج هو الذي يربك النظام والبوليس. محمد البراهمي كان يتصل بالاخوة في القصرين ويوصيهم بأن لا يتركوا القصرين تحاصر. الشهيد محمد البراهمي علق على خطاب بن علي الأول بالقول رقصة الديك المذبوح وعن الخطاب الثاني: لقد استسلم وأما الخطاب الثالث: انتهى أمر الحكم.