عمليات القصف الجوي والبري التي شرعت في تنفيذها منذ فجر أمس الجمعة وحدات الجيش الوطني لا تمثل في حد ذاتها إيذانا بانطلاق «معركة الشعانبي» ضد عصابات الجريمة والإرهاب اللائذة بمغاور ودواميس هذا الجبل الشامخ الذي هو قطعة عزيزة من ارض تونس الجميلة.. وإنما هي إيذان بأن ساعة الحسم قد زفت وأن دابر الإرهاب الأسود الدخيل على أرضنا مقطوع هذه المرة لا محالة نقول «مقطوع هذه المرة» لا فقط اعتبارا لنوعية العمليات العسكرية التي تنفذها منذ فجر أمس وحدات جيشنا الوطني الباسل بمختلف أنواعها وإنما أيضا لأن التونسيين كل التونسيين باتوا ينتظرون وعلى أحر من الجمر خبر تطهير جبل الشعانبي نهائيا هذه المرة من الارهابيين القتلة التونسيون هؤلاء ولئن كان لا يساورهم أدنى شك في أن «المعركة» محسومة وأن دابر الإرهاب في الشعانبي مقطوع باذن الله فإنهم مع ذلك وللحقيقة قلقون.. ومبعث قلقهم هو هذه الأجواء الأمنية المضطربة التي يعيش على وقعها الشارع التونسي هذه الأيام بفعل هذا الخلاف القائم بين الفرقاء السياسيين ومداره المجلس الوطني التأسيسي والذي من شأنه إذا ما تواصل أن يؤثر بشكل من الأشكال على جهود قوات الجيش والحرس والأمن في مواجهة خطر الإرهاب.. صحيح أن لهذا الحراك الشارعي القائم والمتزامن مع معركة الشعانبي ضد الإرهاب ما يبرره ربما ولكن الصحيح أكثر أن الشعوب عندما تصبح مستهدفة في أمنها القومي وفي مكتسباتها السياسية والحضارية فإنها تجتمع مرحليا على الأهم ولو كان ذلك على حساب ما هو مهم.. وما من شك هنا أنه وبكل المقاييس تبدو «معركة الشعانبي» الوطنية أهم وأنبل من معركة التأسيسي السياسية الحزبية.. هذه ليست دعوة «مبطنة» لفض اعتصامات ساحة باردو أو لتفريقها وإنما هي تذكير بضرورة ألا ينسى القائمون على هذه الاعتصامات بمختلف توجهاتهم السياسية والحزبية أن جنودا تونسيين قتلوا غدرا وأن الإرهاب الأسود بما يعنيه من تهديد للأمن القومي قد كشر عن أنيابه في جبل الشعانبي.. وأنه يريد أن يتوسع.. أجل،،، عليهم على الأقل ألا ينسوا ذلك وهم يغنون كل ليلة ويرقصون ويتلون القصائد الشعرية ويتنابزون فيما بينهم بالألقاب !!! أيضا مطلوب من وسائل الإعلام العمومية والخاصة أن تكون في مستوى التحدي ومتطلبات اللحظة فترتقي في أدائها إلى درجة من المهنية تساعدها على أن تكون ظهيرا بأتم معنى الكلمة لجيشنا الوطني الباسل في معركته ضد الإرهاب لأنها إن لم تفعل ذلك تكون ولو من حيث لم تقصد قد أجرمت أجل أجرمت في حق الوطن والمهنة معركة الشعانبي الوطنية والمصيرية ضد فلول الارهاب الأسود هي ليست معركة الجيش أو الحرس الوطني أو قوات الأمن فقط إنها معركتنا جميعا.. أو هكذا يجب أن تكون