قال أمين عام الإتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي أمس في صفاقس خلال احيائه الذكرى 66 لمعركة 5 أوت 1947 ان لا احد قادرعلى أن يوقف مسيرة الإتحاد أو يحدّد مربّع تحرّكه أو يثنيه عن دوره الوطني مصرّحا بأنّه لا يمكن قيادة تونس اليوم بحكومات حزبية. وتوجه العباسي بكلمة في ساحة الشهداء استعرض فيها ملحمة 5 أوت 1947 التي عرفت استشهاد 32 شهيدا و500 جريحا وايقاف اكثرمن 300 عامل وقرابة 3000 مطرود. وأفاد بأنّ الإتحاد لا يمكن له أن يبتعد عن طموحات الشعب وأهداف الثورة وطموحات الشباب الثائر من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية اجتماعية لا مكان للعنف أو الدكتاتورية فيها مبيّنا بأنّهم أطلقوا مبادرة اولى للحوار لم تحقّق اهدافها ولئن تحقّقت لما كانت تونس في هذا الوضع الخطير الذي آلت إليه الأمور مع عدم وضع الأحزاب نصب أعينهم مصلحة البلاد في ظل كثرة التطاحن وتقسيم المجتمع إلى جزئين. وقال: "فاليوم لن يجدوا أفضل من مبادرات النقابيين بحكم ما عُرِفوا به من تضحيات من أجل الوطن ودماؤهم سالت منذ السنوات الأولى وقت الأزمات باعتبار أنّ الإتحاد قوة خير وقوة اقتراح قادرعلى تجميع هؤلاء الفرقاء وان يخلق أمام المجلس التأسيسي وحدة وطنية ويجنّب البلاد حمّام الدم الذي ينتظرها". وأضاف: "لا اعتقد أنّ هناك مبادرة راعت مصالح كل الاطراف غير مبادرة الإتحاد العام التونسي للشغل فالبلاد اليوم لم تعد بحاجة إلى حكومة حزبية بل شخصية وطنية بعيدة عن التجاذبات وكفاءات قادرة تأمين ما تبقّى من المرحلة بتخطيط واضح وصريح للقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره وأن تتخلّى الأحزاب عن مصالحها الضيقة لأنّه في كل دقيقة تمرّ يعشّش فيها الإرهاب بدرجة أكبر ويتعطّل فيها الإنتاج أكثر ودون ذلك.." وابرز العباسي ان"المخاطر تترصد البلاد"، وقال:" إذا لم تتفهّم جميع الأطراف ذلك فلكل حادثة حديث ونحن نعوّل في ذلك على قواعدنا وقدرات عمّالنا ومكوّنات المجتمع المدني والأطراف الحية بالبلاد لوضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار دون مساومة". يذكر أنّ ذكرى 5 أوت حضرها اعضاء من المركزية النقابية وكتاب عامين جامعات إضافة إلى كتاب عامين لاتحادات جهوية حيث توجّهت المسيرة العمّالية صوب نصب الشهداء رافعة شعارات مذكّرة بشهداء 5اوت وبقوة الإتحاد بعمّاله ومنادية بحل الحكومة الحالية وفق مبادرة الإتحاد الداعية إلى حل الحكومة الحالية والتوافق على شخصية وطنية مستقلة تكلّف بتشكيل حكومة كفاءات في غضون أسبوع على ان تكون محايدة ومحدودة العدد تتكوّن من شخصيات مستقلة يلتزم أعضاؤها بعدم الترشّح إلى الإنتخابات القادمة.