على غرار عديد القطاعات الاقتصادية تلقي الأزمة السياسية الراهنة بظلالها على القطاع الفلاحي مثيرة مخاوف وتوجس الفلاحين من انعكاسات تمادي ضبابية المشهد السياسي وتمطط الأزمة على موسم الزراعات الكبرى وتعثر انطلاقته. وهو ما حدا بالهياكل النقابية الفلاحية المختلفة إلى التأكيد على ضرورة تسريع حلحلة الوضع ورفع حالة الترقب المطولة التي تسيطر على الجميع والخروج من نفق الانتظار في أقرب الآجال برؤية واضحة تذلل حدة الأوضاع وتمهد لدخول موسم الزراعات الكبرى الذي يمثل أبرز المواسم الفلاحية بأوفر ما يمكن من ظروف نجاحه تفاديا لمنزلقات ومتاهات مشاكل الموسم المنقضي لا سيما على صعيد تأمين مستلزماته من الأسمدة .. في هذا الصدد لم يخف عضو المركزية الفلاحية لاتحاد الفلاحين عمر الباهي تخوفه واستياءه من حالة اللاوضوح والترقب السائدة المكبلة للفلاحين والحائلة دون اندفاعهم وتحمسهم لخوض الموسم الجديد في انتظار انفراج الوضع العام ورفع كابوس القادم المجهول. إلى هذا المعطى العام المؤثر سلبا على نسق سير الاستعدادات يضاف عنصر آخر لا يقل أهمية يتعلق ببعض الإجراءات المقرة في علاقة بالتزود بمادة- د أ ب- ومنها قرار المجمع الكيميائي الترفيع في الكمية الدنيا المستوجبة للتزود لديه من 300طن إلى 3ألاف طن هذه السنة مايعني مضاعفة الكمية عشر مرات.بما من شانه أن يحصر عدد المتزودين مباشرة من المجمع في أدنى مستوياته ويتسبب في ارتفاع السعر على صعيد بقية حلقات مسالك التوزيع. كما تطرح بالتوازي مسألة التأخير في إصدار شهادات الإجاحة للفلاحين بالمناطق المجاحة وهي عملية من شأنها عرقلة انطلاقة موسم الزراعات الكبرى لعدد هام من المزارعين لعدم تسوية وضعيتهم مع البنوك.علما أن هذه الوثيقة تمكن صاحبها من التمتع بجدولة ديونه وتساعد على جبر الأضرار اللاحقة بمستغلته. وبالنظر إلى أن قطاع الزراعات الكبرى يبقى في حاجة ماسة إلى خطة إصلاحية عميقة واستراتيجية تنمية ورؤية طويلة المدى أقر الباهي بأن التعاطي الظرفي مع الواقع الفلاحي في ظل حكومة مؤقتة لا يقدم الحل الجذري والناجع ولا يرتقي إلى التطلعات المنشودة في علاقة بإصلاح منظومة الحبوب والتحفيز على الاستثمار وما يتطلبه من مراجعة التشريعات المتعلقة بتسويغ الأراضي الفلاحية وغيرها من المحاور والمجالات. وفي غياب المقاربة الهيكلية الاستشرافية لواقع ومستقبل القطاع يرى مصدرنا في مساحة تحرك سلطة الإشراف الحالية هامشا ضيقا يحول دون الاضطلاع بدور فاعل.