بعد أن عرضت للمرة الأولى في إطار مهرجان قرطاج الدولي خلال شهر جويلية الماضي وفي عرض ثاني بمهرجان الحمامات الدولي خلال شهر أوت الجاري، يستعد كامل فريق مسرحية "غيلان" التي كتبت نصها ليلى طوبال وأخرجها عزالدين قنون، للقيام بجولة من العروض خارج تونس في بلدان أوروبية وعربية انطلاقا من الأيام القادمة، مثلما أفاد بذلك ل"الصباح" مخرجها تتواصل إلى غاية شهر نوفمبر المقبل وذلك في مرحلة أولى قبل أن تستأنف جولتها من العروض في الخارج خلال السنة القادمة. وتجدر الإشارة إلى أن مسرحية "غيلان" هي عمل جديد ينضاف لقائمة الأعمال المسرحية لهذا الثنائي في صياغة النص والإخراج والتمثيل فضلا عن مشاركة الممثلين الذين تعاملا معهم في أغلب الأعمال على غرار "آخر ساعة" و"رهائن" وهم كل من ريم الحمروني وبحري الرحالي وبهرام علوي وسيرين قنون وأسامة كشكار. ويعتمد هذا العمل على تقنية دراماتورجية تجمع بين المباشراتية والإيحائية مثلما أفاد بذلك عزالدين قنون، وهي تقنية لا تخلو من جمالية وشاعرية وحركة درامية تقوم بالأساس على ارتباط عضوي بين النص والمؤثرات الركحية حسب تأكيده. وتتنزل هذه المسرحية مثلما وعدت بذلك ليلى طوبال في مناسبات سابقة في إطار الفن الرابع الذي يقدم ثقافة مسرحية جديدة تتماشى وانتظارات الجمهور التونسي التواق لأفضل والمتعطش لمسرح يطرح ويعالج مسائل وقضايا راهنة ومن واقعه، تقتبس مشاهدها وصورها من رحم الواقع السياسي خاصة والمجتمع بدرجة ثانية خلافا لما تروج له السياسة الثقافية في بلادنا من تهميش للذائقة. ليكون هذا العمل بمثابة صرخة رافضة للقيود مهما كان نوعها يمكن للمتفرج من مختلف شرائح المجتمع العمرية والاجتماعية أن يجد فيها ضالته الفكرية والثقافية. أحداث مسرحية "غيلان" مبنية على التساؤل والاستفسار حول ما يمر به أبناء "بلد الحكاية" من ضغوطات ومعاناة لكنهم في المقابل يقفون صامدين صفا واحدا أمام إستباحة المرجعيات وانتشار الضبابية والتلوينات السياسية والحزبية في إطار التكالب على مصالح الضيقة والمنافع الآنية، بما يجعل المقاومة الخيار الحياتي الوحيد لأبناء هذا البلد. لتكون مسرحية "غيلان" حركة تستفز فكر المتفرج ومن ثمة الإنسان في أبعاده الحياتية الاجتماعية والثقافية والحضارية. كما أوضح نفس المصدر أن هذه المسرحية ستعود إلى قاعة الحمراء في سلسة من العروض للجمهور التونسي وذلك بداية من شهر ديسمبر المقبل بعد مهرجان أيام قرطاج المسرحية. لتدخل أيضا في سلسلة من العروض داخل الجمهورية.