ضمن نشاطات جمعية "المصنع" الثقافية، قدم بنديرمان ليلة أول أمس عرض "للّتنا" للصحافة التونسية وهو مشروع فني وطني يهدي من خلال صوره الثلاثية الأبعاد قصيدة حب لتونس بندريرمان وصف مشروعه بالتجريبي على غرار غيره من العروض والأنماط الفنية المتمردة، التي يقدمها منذ أكثر من عشر سنوات والتي يبحث من خلالها على تحقيق تفاعل ايجابي مع الناس باعتبار أن الفن هو أداة للتغير وتعبير عن نبض الشارع فيما أرجع اختياره لعرض "للّتنا" بشارع الحبيب بورقيبة وتحديدا أمام المسرح البلدي لرمزية الفضاء الثقافية منذ أكثر من قرن من الزمن مشيرا إلى أن العرض كان مبرمجا لاحتفالات عيد الجمهورية غير أن اغتيال الشهيد محمد البراهمي أجل تنفيذ المشروع كما أن البلاد في حاجة لمثل هذه التظاهرات النادرة والتي تهدف للم شمل التونسيين في حديثه للصباح، كشف بيرم الكيلاني "بنديرمان" أن ميزانية هذا المشروع تصل لأكثر من 120 ألف دينار غير أن القائمين على هذه المبادرة من تونسيين وفرنسيين سعوا لتخفيض الكلفة والقبول بمستحقات أقل من المتعارف عليه لأجل إنجاح العرض حيث لم تتجاوز ميزانيته الستين ألف دينار من جهة أخرى، أفادنا بنديرمان صاحب الأغاني الساخرة والناقدة منذ حكم بن علي أنه يسعى من خلال اختياره تقديم عمل وطني إلى التأكيد على أن تونس تسع الجميع والدليل الحضارات المتعاقبة التي مرت عليها وصنعت منها بلد متنوع وثري ثقافيا وعن جمعية "المصنع"، أكد محدثنا أن إنتاج وتنفيذ مشاريع ثقافية تهم كل التعبيرات الفنية الشبابية هي غاية القائمين عليها إضافة إلى اهتمامات الجمعية بالرفع من مشاركة الفنانين الشباب في الانتقال الديمقراطي من خلال تجاربهم الفنية والارتقاء بحقوق الفنانين والمؤلفين والدفاع عنها كما تعمل على خلق أجواء فنية تضم مختلف الجهات التونسية وقد شرعت في تنظيم ورشات تكوينية في كل من سيدي بوزيد والقصرين وقفصة في المجالات الفنية على صعيد آخر، ذكر بنديرمان في الندوة الصحفية الخاصة بعرضه "للّتنا" أنه يرفض التعامل مع وزارة الثقافة التونسية ويفضل التكفل بأعماله ماديا حتى لا يفرض عليه شكر الدولة على دعمها مشيرا في هذا الإطار إلى أن وزارة الثقافة ألغت أربع سهرات من عروضه الصيفية ومنها مهرجان الحمامات بعد أن وقع برمجته من قبل منظمي التظاهرات الفنية. وقال بيرم الكيلاني في لقائه بالإعلاميين أنه يعتبر الفن مصدر رزق وقد أثبتت مشاريع جمعية "المصنع" الثقافية أنها قادرة على تنفيذ مشاريع فنية وتحقيق مداخيل مالية في الآن نفسه حتى ولئن لم تدخر الكثير في هذه المرحلة إلا أن تقديم أعمال تحترم قناعات صناعها ومتلقيها هي الهدف الأساسي لنشاطاتها على اثر الندوة الصحفية لبنديرمان انطلقت التحضيرات التقنية أمام المسرح البلدي لعرض القصيدة الوطنية المهداة لتونس على واجهة المسرح البلدي، حيث حفز فضول المارين رغبتهم في اكتشاف ما يحدث وتوافدت أعداد منهم حاملة العلم الوطني في انتظار انطلاق العرض الذي استقبلت لحظاته الأولى أمطار غزيرة مفاجئة زادت من متعة مشاهدة تاريخ تونس وهو يعرض في صور ثلاثية الأبعاد وبتقنية "الإسقاط المخادع" وهي تقنية تتحكم في المعلم والصور المشاهدة من خلال الخداع البصري والمؤثرات المشهدية فتخلق عالم آسر ويحمل الكثير من الجمالية والإبهار، حيث تفاعل الحضور مع العرض تفاعلا كبير خصوصا في مراحل تاريخية معينة على غرار الفترة القرطاجنية وسنوات الحركة الوطنية ولحظات الثورة الأولى بهروب المخلوع ومع مرور صور لرموز وطنية منها بورقيبة ومحمد علي الحامي عرض "للتنا" لم يكتف بتقديم المعالم الأثرية وإنما أفرد مكانا خاصا لمناضلينا وكتابنا وفنانينا وظهرت في مشاهد العرض صورة الثقافة التونسية منذ سنوات ولادتها الأولى فيما كان النشيد الوطني ورفرفة العلم التونسي عاليا أجمل ختام لسهرة بنديرمان أمام المسرح البلدي بالعاصمة "للّتنا" لبنديرمان وجمعية "المصنع" رسم ملامح هويتنا واقتفى آثار أهم حضاراتها ليقول أن تونس بلد يتسع لجميع فئات شعبه مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجهاتهم الإيديولوجية والسياسية فالهدف واحد وهو الولاء لتونس وهو عرض لا يختلف كثيرا عن مقترحات فنية سابقة لبيرم الكيلاني على غرار أغنية "أنت الصوت" و"خلي يقولو هبل"