تونس-الصباح الأسبوعي: نفت وزارة الدفاع التونسية أن تكون سمحت لدولة أجنبية بأن تقوم ببناء قاعدة عسكرية في الجنوبالتونسي وتحديدا في «رمادة «. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني العميد توفيق الرحموني في مؤتمر صحفي إنه ينفي ب» شكل قاطع كلّ ما راج مؤخّرا حول تمركز (إنشاء) قاعدة عسكرية لدولة أجنبيّة بالتراب التونسي. يأتي ذلك بعد أن زعمت مواقع إخبارية أجنبية أن هناك مشروعا تونسيا أمريكيا لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في جنوبتونس. أنباء نفتها السلطات التونسية بشدة وأكدت أنها عارية عن الصحة وأنها مجرد شائعات. الشائعات المتكررة ولكن ليست هذه أول مرة تسمع فيها شائعات إحداث قاعدة عسكرية في تونس أو عن محاولات أمريكية لتكثيف حضورها العسكري في الجنوبالتونسي. في عام 2006 قال مسؤولون أمريكيون انّ تونس وافقت على نشر قوات أمريكية في البلاد وكذلك نفاذ الولاياتالمتحدة للقواعد العسكرية في البلاد. وأكد حينها المسؤولون الأمريكيون أن تونس وافقت على حضور «محدود» للجيش الأمريكي على أراضيها. هذا الاتفاق بين الحكومة التونسية والحكومة الأمريكية كما جاء على لسان وزير الدفاع حينها دونالد رامسفيلد «سيمكننا (الولاياتالمتحدة) من القيام بأمور أكثر ومن التدريب وأشياء من هذا القبيل». تصريح رامسفلد بالرغم من غموضه يعكس اهتماما أمريكيا بالحضور العسكري في تونس لموقعها الاستراتيجي وفي إفريقيا بشكل عام. أما مسؤولون عسكريون آخرون فكانوا أكثر وضوحا عندما قالوا إن وزارة الدفاع الأمريكية تبحث عن النفاذ إلى القواعد العسكرية في شمال إفريقيا وخاصة منطقة المغرب العربي التي تعتبر أنها مستهدفة من قبل تنظيم القاعدة، حسب ما جاء في مقال في الصحيفة الأمريكية «وورلد تريبيون» عام 2006. تونس .. أعلى مساعدات عسكرية في إفريقيا المعلومات المتوفرة عن رغبة أمريكية لإحداث قاعدة مشابهة في شمال إفريقيا محدودة، ولكنّ بعض المصادر ترجح أنّ ما يتردد من معلومات عن حضور الولاياتالمتحدة العسكري في القارة الإفريقية عموما هو أقل بكثير من حجم وجودها العسكري على الأرض، هذا إلى جانب أهمية النفاذ عسكريا لشمال إفريقيا والتنسيق مع بلدان المغرب العربي خصوصا. موقع «تومديسباتش» أظهر في تحقيق صحفي ما يعتبره الحجم الحقيقي لهذا الحضور، بالنسبة إلى تونس يتسم هذا الحضور بكثافته، ففي عام 2012 قامت الولاياتالمتحدة بتدريبات عسكرية وتقديم النصيحة إضافة إلى التعاون العسكري المكثف مع تونس، موقع «فورين بوليسي» يشير إلى أن برنامج التمويل العسكري الخارجي قدم لإفريقيا 45 مليون دولار لشراء الأسلحة الأمريكية في عام 2011. وتونس تحصلت على نصيب الأسد ب17 مليون دولار تليها المغرب ب9 ملايين دولار ثم ليبيريا ب7ملايين دولار. أفريكوم.. نقطة التحول في 6 فيفري 2007، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش عن إنشاء قيادة جديدة في أفريقيا والتي أطلق عليها «قيادة إفريقيا» أو «أفريكوم» وكانت تلك أول مرة تخصص فيها الولاياتالمتحدة قيادة خاصة بإفريقيا. لتقوم إدارة أوباما بالإبقاء على أفريكوم والترفيع من تمويلاتها وقدراتها العملية. وأول مهمة رسمية قامت بها كانت تنسيق عمليات إسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا. في ورقة بحثية تحت عنوان «أوباما، أفريكوم، والسياسة العسكرية الأمريكية تجاه إفريقيا» يشير كاتبها دانيال فولمان أنّه قد جاء تأسيس هذه القيادة العسكرية الخاصة بالقارة الإفريقية بعد أن اعتبرت إدارة الرئيس السابق جورج بوش أنّ النفاذ إلى النفط الإفريقي يعد «مصلحة قومية إستراتيجية» للولايات المتحدة، خاصة بعد الإعلان عن أن واشنطن دخلت حربا عالمية على الإرهاب، مما دفع بتزايد قيمة إفريقيا في سياسة الأمن القومي الأمريكي. الاهتمام الأمريكي المتزايد بتركيز حضور عسكري قوي في القارة الإفريقية تفسره عدة عوامل إستراتيجية خاصة في ظل تحاليل ترى أن القارة السمراء ستكون محور الصراعات بين القوى الكبرى في المرحلة القادمة وأن القوة القادرة على فرض نفوذها وتأمين الموارد الطبيعي والسيطرة على المنظمات الإرهابية ستكون قادرة على قيادة العالم.