تُركز القيادة الأمريكية في إفريقيا ( أفريكوم ) المؤسسة حديثا على تطوير علاقات طويلة الأمد مع الجيوش الإفريقية ودعم برامج التنمية البشرية ولا تعتزم إقامة حضور عسكري في القارة حسب تصريح نائبة قائد العمليات المدنية والعسكرية لدى أفريكوم ماري كارلين ييتس لمجموعة من الصحفيين والأكاديميين والمسؤولين الجزائريين يوم الثلاثاء 15 يناير. خلال محاضرة عبر الأقمار الاصطناعية في السفارة الأمريكية بالعاصمة الجزائر، قالت ييتس إن مهمة القيادة تتمثل في مساعدة البلدان الإفريقية والهيئات الإقليمية لمكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية. وفي ردها على شائعات بوجود خطط أمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في الجزائر نفت هذا الانشغال وأكدت المسؤولة الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لم تطلب إقامة قواعد في الجزائر ولم تجر أبدا اتصالات مع السلطات الجزائرية حول الموضوع. وتحدثت ييتس عن زيارتها السابقة للجزائر، فخلال زيارتها لمتحف المجاهد بالعاصمة، اطلعت على ما تعرضت له الجزائر من غزوات عبر التاريخ. وساعدها ذلك في استيعاب موقف الحكومة الرافض لوجود قوات عسكرية أجنبية على أراضيها. كما نفت نية الولاياتالمتحدة في إقامة أية قواعد عسكرية في أي بلد إفريقي. وعبّر المستشار الإعلامي لدولة النيجر عن مخاوف بلاده من أن وجود عسكري أمريكي في المنطقة سيزيد الوضع تأزما وقد يعزز النشاط الإرهابي، واقترح بالمقابل سياسة بديلة تقوم على دعم الدول والجيوش والاقتصاديات الإقليمية بدل البحث عن تواجد عسكري في المنطقة. وفي ردها على هذا الانشغال أوضحت المسؤولة الأمريكية أن الهدف من أفريكوم يبقى مساعدة الدول الإفريقية في تأمين بلدانها من كل المخاطر وعلى رأسها الإرهاب الدولي عبر برامج دريبية وتوفير التكنولوجيا. وأيضا المساهمة بمشاريع تنموية ذات صلة بالسياق المعيشي للسكان في المجالات التربوية والصحية والمساعدة عند حدوث كوارث طبيعية. وقالت إن الدعم العسكري الأمريكي للقارة الإفريقية سنة 2007 لا يمثل سوى 250 مليون دولار من إجمالي ميزانية الدعم الموجه للقارة والبالغ 9 ملايير دولار أمريكي. وشددت ييتس على أن الهدف من "أفريكوم" إقامة مكاتب وليس موقعا عسكريا، وذلك من أجل تنسيق برامج عسكرية ومدنية في آن واحد وأن مسألة إقامتها مازالت في مرحلتها الأولى وقالت "إننا مازلنا في مرحلة التفاوض مع الشركاء الأفارقة". كما تطرقت ييتس لمختلف برامج الدعم التي تقدمها الحكومة الأمريكية لصالح الجزائر في المجال العسكري وقالت إن الجزائر شاركت في 9 برامج على الأقل هذه السنة في إطار البرامج الدولية للتكوين والتدريب العسكري المعروف"بإيميت" إضافة إلى مختلف البرامج الجهوية كمبادرة الساحل لمكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء الكبرى. وللإشارة فإن هذه المحاضرة التي استغرقت 50 دقيقة تدخل في إطار سلسلة محاضرات شرعت ييتس في إلقائها عبر الأقمار الصناعية من فرنسا منذ 14 يناير وتدوم يومين وتشمل 12 دولة إفريقية خاصة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل لشرح أهداف وأبعاد إقامة قيادة عسكرية في إفريقيا.