«جاهزون لمهرجان الإنشاد الصوفي بقطر والمغرب وفرنسا» الفنان حيدر أمير من الأصوات التي تجتهد كثيرا ويعمل على تقديم منتوج جيد لكن هذا العمل الدؤوب يتم في صمت منذ سنوات وهو مطرب ومسؤول عن المسرح البلدي بسوسة يجمع بين الشأن الإداري والفني ويؤمن بأن الثقافة لا حدود لها. حول واقع الموسيقى وآفاقها وكذلك العرض الضخم الذي أنجزه والذي سماه «الزيارة» كان لنا معه الحوار التالي: لو ننطلق حيدر من تقييم للواقع الثقافي الآن كيف تراه؟ - اول ما أريد الاشارة اليه اننا لم ننجز ثورة في المجال الثقافي بل اننا نجحنا في ارساء ثورة ثقافية مضادة واقعنا الفني اليوم مرهق جدا وأكاد أقول انه مريض. ما الذي يجعلك تنظر للمسألة بكل هذه السوداوية والتشاؤم؟ - ان ما نراه اليوم والحقيقة ان كل من يشتم ويسب تمرره التلفزات وتجده حاضرا في المنابر الثقافية لذلك يحزنني أن أرى المبدع يلجأ للعنف فللفنان العديد من الوسائل الأخرى التي يمكن ان يعبر بواسطتها خلاصة هذا الكلام ان الفنان حرين جدا للوضع الذي نعيشه. كيف يمكن ان نتجاوز كل ذلك؟ - علينا أن نتخلى عن علة تنخر واقعنا الفني وأعني بذلك المحاباة والعلاقات الشخصية. ما مرد كل ذلك؟ - لقد عاش الفنان التونسي فترات من التهميش ووقع تقزيمه وأستقدمنا الى بلادنا أسماء لا قيمة لها بدعوى الحضور الجماهيري لكن الجمهور براء من هذه الافتراءات لذا وجب ان نراهن على الأصوات التونسية وندعمها. «الزيارة» نجحت في قرطاج وسوسة وعلمنا أن طموحكم قد كبر.. ليتوسع مجالها في فضاءات اخرى؟ - هذا الانتاج فكرة وبحث في التراث ونبش في جسد العوامرية والعرض مجموعة من الأغاني موجودة داخل ما نسميه بالسفينة وأدخلت عليها اضافات قدمت من خلالها الأغاني الفردية والجماعية . كيف يقبلون على تطوير هذا الانتاج؟ - نحن نشتغل على مشروع برمته فسامي اللجمي وضع أمامه هذفا واضحا وهو الاضافة للرصيد التونسي والابتعاد عن الغايات التجارية. هل تعني بذلك عرض «الحضرة» -التي قيل انها اخذت وجهة تجارية؟ - لا : لم أشاهد الحضرة «والزيارة» ليست مزاحمة لها «الزيارة» تركز على الشكل الموسيقي بالأساس الزيارة «حلمة» كل الأطراف ضحت من أجلها والأهم أننا تجمعنا من خلال الزيارة ما هي آفاق «الزيارة»؟ - سنطور «الحلمة» من خلال جلسات تقييمية، وسنحاول أن نتعامل في كل جانب مع أهل الاختصاص لذلك فإن كل الجوانب الإدارية واللوجستية والبرمجة ستتعهد بها شركة مختصة. اذن هذا الانتاج أصبح محترفا بأتم معنى الكلمة وبدأ التخطيط للمستقبل حتى لا يقبر هذا العمل؟ - بالتأكيد انه يوجد في العالم أكثر من 3000 مهرجان مختص في الموسيقى الصوفية لذلك سنسعى الى ولوج أكبر عدد من هذه الفضاءات وسنكون في شهر ديسمبر في مهرجان الانشاد الصوفي بقطر، ثم المغرب وفرنسا وهناك العديد من المواعيد الأخرى الهامة. الهدف من كل ذلك؟ - نشر أعمالنا في الخارج هو تعريف بهويتنا وبالذاكرة التونسية اذ يكفينا تذبذبا وليعلم الجميع اننا « ملاكة وموش كراية». جديد حيدر أمير بعيدا عن «الزيارة»؟ - سأقدم انتاجي الجديد في الجانب الطربي وأركز فيه على الايقاعات خلال شهر نوفمبر وسأتعامل في الألحان مع الأستاذ الجامعي أنيس الغربي وهناك أغان من كلمات الأساتذة المولدي حسن وياسين الحمزاوي وحميدة جراية.