اغراءات تصل الى حدّ الترفيع بنصف المرتّب لمن يرغب في العمل بالمناطق الحدودية تونس - الاسبوعي: تشهد مناطق عديدة داخل الجمهورية نقصا في تواجد بعض الاختصاصات الطبية مما يضطر سكانها الى تحمّل مصاريف وأعباء السفر الى الولايات الساحلية او العاصمة للتداوي. غير أنّ تقريب الخدمة من المواطن أصبح اليوم حقا أساسيا لكل تونسي وجب احترامه والعمل على ايلائه الاهمية التي يستحق بما يقطع مع الاعتقاد السائد خصوصا لدى أبناء المناطق الحدودية الغربية والجنوبية للبلاد الذين يذهب بعضهم الى حد اعتبار فقدان اختصاصات في مناطقهم وتواجدها في المناطق الساحلية والعاصمة نوعا من التهميش أو ما شابه ذلك.. وللوقوف على حقيقة هذا الوضع والسبل الكفيلة يتجاوزه فتحت «الاسبوعي» الملف مع الدكتور الهادي العاشوري المدير العام للهياكل الصحية الاساسية الذي أوضح أن المناطق الحدودية الغربية من جندوبة الى قبلي اضافة الى مناطق الجنوب تشهد نقصا في طب الاختصاص رغم الامتيازات والاجراءات التحفيزية التي أقرتها الدولة لتشجيع أطباء الاختصاص على العمل في المناطق المذكورة وهي من المناطق التي تعتبرها الوزارة ذات الأولوية. وقال محدثنا ان الاقبال ظل ضعيفا بل سجلنا عزوفا لدى أطباء الاختصاص على العمل في هذه المناطق رغم الزيادة التي اقرتها الدولة لفائدة كل من يلتحق بالعمل هناك وقدرها 300 دينار شهريا اضافة الى أن المستشفى ينظم لفائدة طبيب الاختصاص عيادة خاصة مرة كل أسبوع ترصد كل عائداتها لفائدته (الطبيب) وهو غير مطالب بتسديد اموال عن قيمة المداخيل ما عدى ما قيمته 50 دينارا شهريا لفائدة إدارة المستشفى.. لكن رغم ذلك ثمة نوع من العزوف أو عدم الاقبال.. أطباء اختصاص أجانب وبسؤاله عن الاسباب أفاد العاشوري أن ما لا يقل عن 50% من الاطباء في القطاع العمومي نساء وهو جانب اجتماعي هام يطرح بحدة. وأمام هذا الواقع وضرورة إيجاد حلول لمواطني هذه الجهات بات من الضروري وفق ما أفاد به المدير العام للهياكل الصحية الالتجاء الى انتداب أطباء أجانب رغم التكلفة المالية الضخمة التي قد تنجر عن هذه الخطوة. حلول مؤقتة وعن الحلول المؤقتة قال المتحدث: سنعمل بالقوافل الصحية لكنها ليست الحل النهائي.. ونعمل الآن على ان تقع تغطية المستشفيات الجهوية بجملة من الاختصاصات من المستشفيات الجامعية. ولان هذه الحلول تظل مؤقتة وفق ما أفاد به المتحدث سألناه عن الحلول الجذرية للاستجابة لحاجيات هذه المناطق والقطع مع العقلية السائدة التي قد تعتبر هذا النقص نوعا من التهميش فقال المدير العام للهياكل الصحية العمومية.. «لدينا مخطط سيتم طرحه في المدة القادمة يتضمن زيادة في مقدار المنحة التي قد تصل أو تتجاوز نصف أجرة شهر لطبيب مختص وهذا الاجراء لا يشمل الا المختصين الراغبين في الالتحاق بالعمل في المناطق الحدودية الغربية.. فيما يظل امتياز المنحة الشهرية المقدرة ب300 دينار وما يليها من الامتيازات المذكورة سابقا (عيادة خاصة مرة في الاسبوع مداخيلها لفائدة المختص) معمولا به لفائدة الاطباء المختصين الراغبين في الالتحاق بمواقع العمل بالمناطق الوسطى». لكن ماذا عن الآليات الالزامية؟ عن هذا السؤال أجاب الدكتور العاشوري قائلا: «لقد بات من الضروري الالتجاء الى ما يمكن أن نصطلح على تسميته الخدمة المدنية» وهو اجراء يتمثل في الزام اطباء الاختصاص بالعمل في المناطق الغربية مدة زمنية معينة لم تتحدد بعد لكنها لن تنزل بأي حال من الاحوال عن الستة أشهر.. ولتطبيقها يقع العمل الان على اقرار بعض الخطوات العملية ابرزها انه لا يمكن لاي طبيب اختصاص فتح عيادة خاصة في اي منطقة من البلاد الا بعد أداء خدمة مدنية في القطاع العمومي بالمناطق ذات الاولوية. وردا عن سؤال الاسبوعي المتعلق باسباب عدم التفكير أو الالتجاء الى اصلاح التعليم العالي الطبي لحل مشكل النقص في طب الاختصاص في المناطق الحدودية والوسطى والجنوبية قال العاشوري: «بالفعل هذه هي الخطوة الثانية وهي قانونية إجرائية يقع التفكير فيها الآن وتخص بدرجة أولى اطباء الاختصاص ليأخذ هذا الاجراء صبغة إلزامية تلزم المتخرجين في الاختصاصات الطبية باجراء تربص الزامي محدد المدة في المناطق ذات الاولوية بما يجعل من طب الاختصاص متواجدا باستمرار في هذه الربوع». ولم يفصح محدثنا عن المدة التي سيقضيها الطبيب المختص في الخدمة المدنية بالمناطق ذات الأولوية معللا ذلك بأن هذه الاجراءات مازالت تحت الدرس. الخواص.. والحل الظرفي وردا عن سؤال متعلق بأسباب أو امكانات التعامل مع اطباء الاختصاص المنتصبين لحسابهم الخاص في المناطق الحدودية الغربية والمناطق الوسطى لتغطية النقص الحاصل في القطاع العمومي قال الدكتور الهادي العاشوري المدير العام للهياكل الصحية العمومية: «إن هذا الحل واحد من الحلول الظرفية التي ستعمل الوزارة على تنفيذها بفتح الباب أمام أطباء الاختصاص من القطاع الخاص للعمل في المؤسسات الاستشفائية العمومية المنتصبة في هذه المناطق بصيغة التعاقد.. واضاف: «نحن نرحب بكل من يرغب في ازداء هذه الخدمة». الحبيب وذان