دار بن عزّوز هي إحدى الشواهد على عراقة التراث المعماري بالجريد إلاّ أن أجزاء من هذا المعلم بدأت في الانقراض وهو مهدّد بالسقوط ولأنّه كنز ثمين ومكسب ثقافي تراثي ومعماري هام بادرت وزارة الثقافة باقتنائه لترسيمه وتوظيفه في أغراض تراثية ثقافية وسياحية. وقام المعهد الوطني للتراث بأشغال صيانة وترسيم دار بن عزّوز إذ يشهد هذا الفضاء إعادة بناء الغرف بالإضافة إلى بناء غرف جديدة على نفس الشاكلة من حيث الهندسة المعمارية وتبليط ساحات الدار مع تجديد الأبواب المصنوعة من خشب النخيل. مشروع لتركيز متحف للعادات والتقاليد وكان من المبرمج أن تشهد دار بن عزوز عديد الإضافات الأخرى نظرا لأهميتها المعمارية ووجودها بالمدينة العتيقة التي يزورها يوميا آلاف السياح في ذروة المواسم السياحية للإطلاع على خصوصياتها وزيارة المتحف التقليدي الذي تحتضنه هذه المدينة ومن هذه الإضافات كان من المنتظر أن يتم بفضاء دار بن عزوز تركيز متحف يبرز أهم العادات والتقاليد الجريدية التي تجسّد عبر عديد اللّوحات اللباس التقليدي الرجالي والنسائي ومراحل الزواج والختان والحلي وأواني الطبخ الجريدي التقليدي والآلات الفلاحيّة القديمة ومنتوجات النخلة وأنواع التمور بالجريد. أغراض ثقافية سياحية كما كان من المبرمج توظيف هذا الفضاء في أغراض سياحية ثقافية بما من شأنه أن يعزز مكانة السياحة الثقافية ويساهم في تنويع قاعدة التنشيط الثقافي بموطن الشّابي إلا أن " الدار" ظلت مغلقة لسنوات عديدة دون استغلالها في أي نشاط يذكر إلا في مناسبات تعد على الأصابع كاحتضانها لمهرجان المدينة أو بعض تظاهرات شهر التراث أو بعض المهرجانات الدولية إلى أن بادرت جمعية صيانة مدينة توزر باستغلالها في أنشطة ثقافية نوعية وتركيز معرض دائم للصور الفوتوغرافية القديمة لمدينة توزر كما انتصب في جزء من فضائها متفقدو التراث. ولئن دبت الروح "الثقافية" المناسباتية بدار بن عزوز فإن مثقفي الجهة يطمحون لأن تصبح منارة ثقافية تراثية ومزارا ومقصدا للسياح التونسيين والأجانب للاستمتاع بروعة كنوزها المعمارية المعتمدة على القالب أو ما يطلق عليه اسم: ياجور توزر لذلك لابد أن تفكر وزارة الثقافة في بعث نواة للمتحف التقليدي الذي كان من المزمع تركيزه بهذا الفضاء وخلق ديناميكية ثقافية تخرج هذا الفضاء من الرتابة ويستغل في عدة أغراض ثقافية وتراثية.