من المواقع البارزة التي يزورها السياح وتستجذب اهتمامهم كلما حلوا بحاضرة السياحة الصحراوية المتحف الأثري والتقليدي بالمدينة العتيقة هذا الفضاء يؤمه كل الزوار بأعداد كبيرة نظرا للكنوز النادرة التي تؤثث رفوفه وأجنحته وتتمثل هذه النفائس في الأواني المستعملة قديما ونماذج لعبت في السابق دورا هاما سواء فيما يخص اللباس أو أثاث البيت وقد حرصت نقابة التوجيه السياحي التي أشرفت على تسيير هذا المتحف على العناية به لمزيد تفعيل دوره حتى يؤدي وظيفته على أكمل وجه باعتباره أضحى رافد من روافد السياحة الصحراوية. السيد بدر الدين داسي رئيس نقابة التوجيه السياحي سابقا يقول أن هذا المتحف تأسس سنة 1979 ويتكون من عدة أجنحة تحوي عينات من الملابس التقليدية الرجالية والنسائية بالإضافة إلى لوحات تجسد مراسم الأعراس والختان ومواكب الفرحة بربوع الجريد وفي جملة ما تحتويه أجنحته كتب قديمة ومخطوطات نادرة تعالج عدة مواضيع علمية وأدبية وفقهية وصحية لعلماء الجريد وأدباءه من بينها كتاب توزيع مياه الري بواحات الجريد للعلامة ابن الشباط يرجع تاريخه إلى سنة 1260 م إلى جانب لوحات قديمة لمناظر طبيعية وأخرى سياحية تبرز أهم المواقع الأثرية والسياحية التي تميز المنتوج السياحي الصحراوي كما يوجد جناح يحتوي على أسلحة قديمة كبنادق الصيد و«القرابيلة التقليدية» التي يستعملها الطرشاقة في الأفراح وخاصة في الأعراس أثناء – المحفل – أو ليلة – الدخلة – وجناح يحتوي على أنواع من حلي النساء كالخلال والمطرق وغير ذلك ورغم إدراجه بالدليل السياحي العالمي يبقى هذا المتحف بحاجة ماسة إلى مزيد التعريف به حتى يساهم مساهمة فعالة في تأسيس ثوابت للسياحة الثقافية التي تدعمت بالخصوص بإحداث متحف دار شريط ودار زمان ومدينة الأحلام. تطوير المتحف ونظرا للدور الريادي الذي يقوم به هذا المتحف في استقطاب آلاف السياح أصبح من الضروري صيانته وإثراءه بعدة نماذج أخرى من مخزون الجهة التراثي بالإضافة إلى التفكير في تركيز أجنحة جديدة تهتم بمنتوج النخلة بما في ذلك التعريف بأنواع النخيل بواحات الجريد التي يفوق عددها 130 نوعا والمتحف هو الآن وأكثر من أي وقت مضى يتطلب تأثيثه وصيانة معداته وبنايته حتى لا تتداعى للسقوط حفاظا على هذا المكسب الكبير الذي يمتلك سجلات ذهبية زاخرة بالانطباعات الطيبة من قبل زواره سواء من أبناء البلد أو من قبل السياح الأجانب.