اتهامات متبادلة.. وتحذير من انفجار الأزمة باتت المواجهة حقيقية بين حركة النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل بعد ندوة رباعي الحوار الوطني التي اثارت دون ادنى شك غضب صقور النهضة الذين ردوا على طريقتهم عبر المواقع الاجتماعية وبذلك فقد تحول الصراع في تونس من سياسي سياسي الى سياسي نقابي ابطاله الحزب الحاكم والمركزية النقابية وقد يكون واهما من اعتقد ان النهضة ستقبل بخارطة الطريق التي طرحها رباعي الحوار الوطني رغم الامال الواسعة التي علقت عليها، ولكن بعد الندوتين الاخيريتن طفت على سطح الاحداث السياسية غيمة جديدة خلقتها التصريحات السياسية لكلا الطرفين والتي انطلقت بتحميل الامين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي مسؤولية فشل الحوار الوطني لحركة النهضة التي ردت باتهام العباسي بعدم الحياد والانحياز الى طرف سياسي معين في اشارة الى المعارضة الخلاف بين حركة النهضة الحزب الحاكم واكبر منظمة نقابية في تاريخ تونس ليس جديدا.. لانه بالرجوع الى الوراء نجد المواجهة بين الطرفين قديمة وتجددت بعد رفض النهضة لخارطة طريق الرباعي ورغم التحذيرات من خطر الصراع ومن انه مفتعل ومخطط له فلم يصغ الطرفان الى الاصوات التي تعالت من قبل ونددت بوجود مخططات مدفوعة الاجر تقودها اطراف حزبية متحصنة بالاتحاد في محاولة لاقحامه في صراع سياسي ضد حركة النهضة على غرار ما صرح به النقابي والسياسي السابق احمد بن صالح في عدة مناسبات وبالرجوع الى جذور الصراع نذكر بان حركة النهضة منذ ان فازت في انتخابات 23 اكتوبر، وجدت صدا اجتماعيا بقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل اكبر منظمة نقابية تصدت للديكتاتورية ونظام بن علي.. والخوف كل الخوف ان يتكرر سيناريو المطلبية في تحد سيكون الخاسر الاكبر فيه تونس التي يتهددها شبح الافلاس بشهادة عديد الخبراء الاقتصاديين بين النهضة والاعراف.. يبدو ان صراع حركة النهضة لم يتوقف عند اتحاد الشغل بل امتد الى منظمة الاعراف احد الاطراف الراعية للحوار الوطني والتي تعرضت مؤخرا الى هجمة بلغت الى اتهام اتحاد الصناعة بوقف الانتاج وعدم الحياد وهو ما جاء على لسان القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي في ندوة الحركة امس وردت عليه رئيسة منظمة الاعراف وداد بوشماوي على احدى الاذاعات الخاصة بقولها أن "المنظمة ليست مع المعارضة وليست كذلك مع الترويكا وانها تقف في صف المحايدين كما نفت أن تكون المنظمة قد هددت بوقف الانتاج ولكنها طالبت بالمناخ الملائم للاستثمار" واشارت بوشماوي إلى ان محاولات تركيع منظمة الأعراف، مشددة على عدم رضوخ المنظمة مهما كانت الضغوطات وأنها ستعمل على أن تكون دائما حيادية. تفجير الازمة.. يرى صلاح الدين الجورشي الاعلامي والمحلل السياسي في تصريح ل"الصباح" ان فتح صراع بين المركزية النقابية وحركة النهضة يعد مغامرة غير محسوبة العواقب -ليس على الطرفين فقط -بل على كامل البلاد داعيا الى ان تفكر قيادة النهضة جديا في هذا لان ما هو مطلوب حاليا هو بناء ثقة بين الطرفين وخاصة ان الاتحاد قد الزم نفسه مع بقية المنظمات الشريكة لقيام بدور توفيقي للمساهمة في حل المعضلة السياسية ونبه الجورشي من وجود "مؤشرات قد تنتهي باعادة تفجير الازمة بين الطرفين لان الاتهامات الموجهة للاتحاد وقياداته بانها منحازة للمعارضة لن تساعد على بناء هذه الثقة اضافة الى ان ما يكتب على صفحات الفايسبوك ينذر بخطر شديد لان الدعوة الى قتل حسن العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الصادرة عن جهات مجهولة قد تخلق مناخا مسموما على المستويين السياسي والاجتماعي وهو ما يجب التحذير منه والضغط بعدم تكراره" واعتبر الجورشي انه "لا يوجد حزب عاقل في البلاد يذهب به الضن الى شن معركة مع الاتحاد العام التونسي للشغل ستفيده اجتماعيا او سياسيا لذلك اراهن على ان العقلاء داخل النهضة سيحولون دون ذلك وسيعودون الى دعم العلاقة مع المركزية النقابية" كما دعا حركة النهضة الى "تجنب توسيع دائرة خصومها خاصة فيما يتعلق بمنظمتي الشغل والاعراف لانهما يشكلان الركيزة الاساسية لتامين المرحلة الانتقالية" مؤكّدا على عدم الاستهانة بالخصم خاصة وان الاتحاد ليس خصما سياسيا لحركة النهضة لانه حزبا سياسيا معارضا وانما قوة اجتماعية هدفها التوصل الى الدفاع على منظوريها الى جانب تمتعه بمشروعية الدفاع عن الاستقرار السياسي للبلاد