تونس - الصباح الأسبوعي: لئن تمسكت الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل المنعقدة يوم الجمعة المنقضي بالمبادرة الأولى للمنظمة الشغلية فإن خارطة الطريق التي تحدث عنها الرباعي الراعي للحوار تتضمن تعديلا رفضته المعارضة أو جبهة الإنقاذ التي تمسكت بدورها بالمبادرة الأولى وهي رحيل الحكومة وتحديد مهام التأسيسي. وتتمثل خارطة الطريق التي اتفق حولها الرباعي ووقع تمكين «الترويكا» منها للرد عليها في رحيل الحكومة خلال سقف زمني معين مع بقاء «التأسيسي» سلطة تشريعية وتغيير القانون المؤقت بنظام داخلي جديد حتى لا يتغول «التأسيسي» ويعرقل الحكومة المستقلة التي ستخلف حكومة العريض.. وثيقة الداخلية تعيد توزيع الأوراق عبد اللطيف المكي خرج بعد لقائه أول أمس مع حسين العباسي متفائلا وتحدث عن بوادر لحلحلة الحوار للخروج به من الأفق المسدود وعن حلول مرتقبة لكن عدة أطراف خاصة في المعارضة ترى في ذلك محاولة لكسب الوقت و»مناورة» جديدة من حركة النهضة خاصة و»الترويكا» عامة لمزيد السيطرة على مفاصل الدولة والإعداد الجيد للانتخابات القادمة (وهي وجهة نظر جبهة الإنقاذ) لضمان نتائجها بأي طريقة.. وأفادت مصادرنا من جبهة الإنقاذ أنها متمسكة بالمبادرة الأولى للاتحاد واستبعدت الجلوس هذا الأسبوع مع «الترويكا» على أساس أنه وقع الحسم في مثل هذه المسألة بعد التطورات المتعلقة بوثيقة اغتيال محمد البراهمي حيث تعتبر الجبهة حكومة علي العريض مورطة كما تعتبر الحوار مجرد مسلسل عبثي في ظل مماطلة «النهضة» وفي ضوء فاجعة الاغتيال وما حف بها من معطيات تشير إلى أنها تحولت إلى جريمة دولة.. حملات تشويه.. ولئن ظلت المواقف متباينة فإن الجبهة مقتنعة بأنه حتى خارطة الطريق لن تجد قبول «الترويكا» وسيقع تعويمها لإطاحة المشاورات لكن اتحاد الشغل حدد هذا السبت موعدا لدعوة الهيئة الإدارية للانعقاد وفي حال تعطل المفاوضات وعدم التوافق على حل نهائي سيحمّل الاتحاد كل طرف مسؤولياته ويعلن جملة الإجراءات التي ستترتب عنه أشغال الهيئة الإدارية.. وبما أن موعد الحسم حل فقد بدأت بعض صفحات التواصل الاجتماعي في شن هجومات على بعض الرباعي الراعي للحوار إذ بعد حسين العباسي وبلقاسم العيادي وعديد النقابيين امتدت العدوى إلى اتحاد الصناعة والتجارة حيث نشرت بعض المواقع أخبارا تهم الحياة الخاصة لوداد بوشماوي ثم تكفلت يوم أمس الأحد بالحديث عن خلافات داخل منظمة الأعراف وخاصة بين بوشماوي وخليل الغرياني.. مصدرنا باتحاد الصناعة والتجارة فندت ذلك واعتبرت ما يصدر على صفحات التواصل الاجتماعي ليس إلا محاولة لزعزعة أركان الرباعي للحوار وكذلك محاولة لتفكيكه لأن البعض لا يستسيغ توحد الأعراف والعمال (أي اتحاد الشغل) على هدف واحد وهو إنقاذ البلاد وإيجاد أرضية للحوار للخروج من الأزمة السياسية التي انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي.