في دردشة خاطفة أمس مع «التونسية» اكد سمير الطيب القيادي في حزب «المسار» و«الاتحاد من أجل تونس» والنائب المنسحب من المجلس التأسيسي ان الخطوط الحمر التي تحدث عنها راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» لا تبدو متناسبة مع وضع الحركة وما تعيشه من أزمة وعزلة واضحتي المعالم للجميع حسب تعبيره مبينا ان موقف «النهضة» متوقع وان هذه الاخيرة «تسعى فقط لربح الوقت» ملاحظا ان الغنوشي «عاجز عن اتخاذ قرارات شجاعة من اجل الحفاظ على المصلحة العليا للبلاد» على حد تعبيره موضحا انه على جميع الاطراف السياسية التنازل من اجل المصلحة الوطنية مؤكدا ان جبهة الانقاذ اضافة الى النواب المنسحبين لا تسعى الى ازاحة الحكومة من اجل الوصول الى الحكم وانها لا تطلب السلطة عوضا عن «الترويكا» او «النهضة» بل تطالب بانسحاب الجميع من سدة الحكم وتسعى الى تشكيل حكومة غير متحزبة ومستقلة لإنقاذ تونس مما سماه «التدحرج نحو الهاوية» مشددا على ان الثقة في الحكومة الحالية اهتزت «بسبب فشلها الشامل في ادارة شؤون البلاد» حسب قوله متسائلا عن مبررات وجدوى «تعنت حركة النهضة» ورفضها حل المجلس التأسيسي واسقاط الحكومة ان لم تكن لأجل مصلحة حزبية» وفق كلامه. وعن السيناريوهات المحتملة لبلادنا في حال واصلت «النهضة» سياسة ما سماه «الهروب الى الامام» وتمسكت بموقفها وخطوطها الحمر خصوصا بعد ما قد يتمخض عنه اجتماع مجلس الشورى المنعقد امس والذي يتواصل اليوم قال الطيب انه شخصيا لا يرجح امكانية تمسك «النهضة» بالحفاظ على حكومة العريض وعدم حل المجلس التأسيسي مشددا على ان مطلب المعارضة اصبح مطلبا شعبيا جامعا لكل التونسيين مضيفا ان حركة «النهضة» ليست راشد الغنوشي وان «هناك عقلاء بهذه الحركة سيضعون مصلحة البلاد فوق كل اعتبار» مستشهدا بالانقسامات التي تشهدها الحركة وتباين وجهات النظر بين قياداتها حول الازمة التي تعصف بالبلاد اضافة الى الانقسامات داخل «الترويكا» نفسها مشيرا في ذات الصدد الى ان الضغط الشعبي متواصل والى أن «النهضة» تعزل نفسها يوميا وبطريقة ذاتية مبينا أنه اذا تمسكت هذه الأخيرة بخطوطها الحمر و«شدت صحيح» فستقود البلاد الى الهاوية حسب قوله. الغنوشي هو «الفاتق الناطق» وأوضح القيادي في «الاتحاد من اجل تونس» ان الغنوشي هو الحاكم الفعلي لتونس بدليل انه لا تجرى أية مفاوضات من دونه وأنه هو في الحقيقة من يفاوض و«الفاتق الناطق» في «النهضة» و«الترويكا» مضيفا انه على مجلس شورى «النهضة» ألا يخرج بقرارات دون مراعاة مصلحة البلاد وألا يترك شخصا معينا يفعل ما يريد موضحا ان قرارات الغنوشي وخطوطه الحمر تضر بالبلاد وبحركة النهضة ذاتها مشددا على ان التاريخ سيحاسب هذا الاخير حسب تعبيره. لا تراجع عن اسقاط الحكومة وموعدنا أربعينية البراهمي من جهة اخرى بين سمير الطيب انه لا تراجع عن اسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي مؤكدا ان لدى منظمي اعتصام الرحيل ب «باردو» برنامج واضح وان الضغط الشعبي سيتدعم اكثر بالعاصمة وايضا بالجهات الداخلية بتنقل النواب المنسحبين داخل الولايات موضحا ان زخم بريق اعتصام الرحيل سيزداد بداية من الاسبوع القادم بتنظيم حشد وطني وتحرك كبير تزامنا مع اربعينية الشهيد محمد البراهمي التي ستوافق يوم 31 اوت 2013 داعيا الشعب الى التعبئة الجماهيرية السلمية ومواصلة الضغط الشعبي مؤكدا ان اسقاط الحكومة وارد جدا نهاية الشهر الحالي وفق ما جاء على لسانه. بديل «التأسيسي» جاهز ولا خوف من الفوضى وعن البديل الذي ستطرحه حكومة الانقاذ الوطني في حال حل «التأسيسي» اكد الطيب انه لا خوف من الفوضى أو أية اخطار قد تحدق بالبلاد اذا وقع حل «التأسيسي» مثلما يروج مؤكدا ان للمعارضة بديل جاهز وحاضر وهو المجلس الاعلى للإنقاذ اضافة الى ان الدستور سيبقى موجودا بتنقيحه عبر كفاءات دستورية الى جانب حلول حكومة انقاذ غير متحزبة ستقود البلاد عوض الحكومة الحالية وأنه لا داعي للخوف والحديث عن تداعيات سلبية حسب كلامه. الاتحاد سينحاز للوطن والشعب وبالنسبة لدور الاتحاد العام التونسي للشغل من خلال مبادرته لحل الازمة أوضح الطيب ان قيادة المنظمة الشغيلة ستتخذ قرارات لصالح الشعب والوطن وستتحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية مضيفا ان الاتحاد يدرس حاليا آليات مبادرته وقريبا سيتخذ قراره بالوقوف في صف البلاد حسب تعبيره. «النهضة» عاشقة للعنف وعن اوجه العلاقة او الشبه بين الوضع في تونس وما يحدث بمصر شدد محدثنا على ان الوضعين يختلفان لأن المعارضة في تونس سلمية ولا تستعمل العنف ولا تدعو اليه مبينا ان حركة «النهضة» هي من تستعمل العنف وهي «عاشقة للعنف وتربت فيه» حسب كلامه وأنها لذلك تسعى الى دفع البلاد الى استنساخ النموذج المصري لتظهر نفسها في دور الضحية موضحا ان الجيش المصري استخدم العنف ردا على عنف انصار حركة الاخوان المسلحين مضيفا ان جبهة الانقاذ تنبذ العنف مهما كان مأتاه واسبابه حسب قوله. لابد من التحرك وانقاذ ما يمكن انقاذه وشدد سمير الطيب في ختام دردشته علىضرورة تحرك جميع القوى لإنقاذ ما يمكن انقاذه خصوصا ان البلاد تعيش ازمة على مختلف الاصعدة اضافة الى ان خبراء الاقتصاد اكدوا مرارا وتكرارا ان اقتصادنا الوطني على وشك الانهيار مبينا ان عملية الانقاذ تبقى دائما ممكنة اذا انحازت جميع الاحزاب السياسية الى المصلحة العليا للوطن وفق كلامه.