كشف المخرج السينمائي إبراهيم لطيف "للصباح" أن نسب الإقبال على مشاهدة أحدث أفلامه "هز يا وز" ايجابية في أسبوع عرضه الأول بقاعات السينما مشيرا إلى أن عدد الجماهير بلغت 10 ألاف في القاعات الست وخلال أسبوع واحد رغم ضعف الحملة التسويقية لقلة الإمكانيات والأوضاع الغير مستقرة للبلاد لكن مع العودة المدرسية والجامعية حقق الفيلم المنتظر منه كما أن نسب مواكبته في نسق تصاعدي وذكر محدثنا في السياق ذاته أن عرض الفيلم في مهرجان قرطاج الدولي في دورته الأخيرة حقق إقبالا جماهيريا جيدا وصل ل3 ألاف متفرج واصفا المشاهد التونسي بالمثقف الذكي والمشجع الشرس للاعمال المحلية التونسية وان الجمهور تابع باهتمام أحداث شريط "هز يا وز" حيث أكد له مختلف الموزعين وأصحاب القاعات تمتع المواكبين للفيلم بمضمونه وذلك ما شدد عليه خلال حيدثنا إليه بمناسبة خروج الفيلم للقاعات التجارية وأوضح إبراهيم لطيف أن كل عمل فني يحمل ثغرات ويمكن مناقشة مضامينه وتقنياته من قبل المختصين في هذا المجال لكن من جهته يعتقد أن فيلم "هز يا وز" هو عمل استعراضي فرجوي وعائلي يدعو التونسيين للضحك من خلال أحداثه البوليسية ذات الطابع الكوميدي الساخر دون الخوض كثيرا في واقع الحياة السياسية معتمدا على إشارات وخلفيات إيديولوجية واجتماعية عرفتها تونس بعد الثورة وليس بالصعب على جمهورنا التقاط هذه المؤشرات وعن خشيته من مهاجمة بعض الأطراف المتشددة لشريطه بعد خروجه للقاعات بسبب تقمص أبطاله لشخصيات ملتحية مقتبسة من الواقع بين إبراهيم لطيف أن هذه العراقيل عرفها أثناء تصوير الفيلم ومن شهد "هز يا وز" يكتشف أنه لا ينتقد الدين وإنمّا المتاجرين به فكل أبطال العمل هم متحيلون باعتبار العمل يصف حالة الفوضى، التي عرفتها تونس اثر الثورة فصار المواطن العادي يبحث عن الربح السريع حتى وان اعتمد في ذلك على طرق غير شرعية وهي الصفة الملازمة للبوليس وتجار الدين في "هز يا وز" وعن غياب الفيلم عن المشاركات الدولية في المهرجانات السينمائية أفادنا مخرج "هز يا وز" بأنه تلقى دعوات عديدة من مهرجانات دولية تصل لقرابة الثلاثين مهرجان لكنه لا يفضل حضورها لغياب سوق في هذه المهرجانات وهو ما يعتبره خسارة للأموال مبينا أن عرض الفيلم جماهيريا أفضل خاصة وأن المهرجانات الكبرى المعتمدة على أسواقها السينمائية سبق وان أقيمت قبل خروج الفيلم وفي هذا الشأن، أضاف مخرج "هز يا وز" و"سيني تشيتا" وفيزا" أن شريطه الأخير سيعرض في القاعات الفرنسية وعددها 25 قاعة في مارس القادم عرسين وثورة على صعيد آخر، تحدث إبراهيم لطيف عن استعداده لدخول تجربة سينمائية جديدة وصفها بالنقلة الفنية في مسيرته، حيث يعمل على فيلم ضخم من حيث الميزانية والكاستينغ تحت عنوان "عرسين وثورة" وهو من كتابته وإخراجه عن هذا العمل، قال السينمائي التونسي أنه يسعى لدخول منظومة إنتاجية خارج تونس خاصة وأن كلفة الفيلم ضخمة وفي حاجة لميزانية كبيرة من ممّولين أجانب إضافة للدعم التكميلي من وزارة الثقافة مشيرا إلى أن اختيار سامي بوعجيلة بطلا للعمل قادرا على ترويجه في أوروبا ودعمه من قبل القنوات الغربية لشهرة هذا الممثل ذو الأصول التونسية في فرنسا وغيرها من الدول الغربية مضيفا أنه لأول مرة يتطرق لقصة حب واضحة المعالم في أعماله السينمائية وتدور أحداث "عرسين وثورة" في باريس وسيدي بوزيد والعاصمة وتحديدا شارع الحبيب بورقيبة، حيث سيتم إعادة بناء الديكور الكامل لهذا الشارع يوم 14 جانفي كما سيصور العمل طيلة أسبوعين بفرنسا ويروي في مشاهده حكاية مهاجر تونسي يعود في الفترة الفاصلة بين17 ديسمبر و14 جانفي للزواج حيث تعيش البلاد حالة من التمرد والفوضى وهنا يطرح السؤال الرئيسي للفيلم من كان وراء الثورة.. هل هي ثورة كل التونسيين أم لا؟ وفي حديثه عن السينما الساخرة أعرب إبراهيم لطيف عن مدى صعوبة هذا الفن فعملية إضحاك الجماهير أكثر تعقيدا من تقديم فن مبكي كما أن الحديث عن ثورة مازالت في طور تكوينها يكون أكثر تقبلا من المشاهدين في الأعمال السينمائية الروائية الكوميدية وعرج إبراهيم لطيف في سياق حديثه عن الثورة إلى مسألة سجن الفنانين وتواصل انتهاكات حق التعبير والفكر في بلادنا معتبرا هؤلاء الشباب ثوارا قائلا:" في قراءة سريعة لقائمة الفنانين الذين وقع سجنهم نلاحظ إلى جانب التهم الموجهة إليهم بغض نظر عن صحتها من عدمها أنهم كانوا ثوارا منذ النظام السابق ومازالوا يحلمون باكتمال ثورتهم وهذه ليست بالصدفة"