طلب جديد يضاف الى قائمة مطالب جبهة الانقاذ الوطني وهذه المرة تخرج الدعوة من رحم حركة نداء تونس الذي خرج في اجتماع المجلس الوطني الاخير لحزبه، ودعا الى تضمين خارطة طريق رباعي الحوار الوطني استقالة رئيس الجمهورية المؤقت لانه "أفسد المفاوضات ولا يتحلى بحس الدولة" حسب قائد السبسي. وعلل رئيس حركة نداء تونس الدعوة الى ابعاد المرزوقي عن قصر قرطاج بان كل ما انبثق عن انتخابات 23 اكتوبر -في اشارة الى المؤسسة التنفيذية التي تضم رئاستي الحكومة والجمهورية- يجب ان تغادر لانها فشلت وفقا لما جاء على لسان قائد السبسي في تصريح لاحد الصحف العربية. لكن يبدو من الغرابة ان يخرج رئيس النداء الآن ويطالب بترحيل المرزوقي عن قصر قرطاج وهو الذي دعا منذ فترة قصيرة من خلال برنامج تلفزي في احدى القنوات الخاصة الى استقالة الحكومة المؤقتة واضطلاع رئيس الجمهورية المؤقت بمهام مواصلة تسيير شؤون البلاد. ورغم تبريرات قائد السبسي فانه لا يخفى على المتابع للشأن السياسي مطامح الرجل في الوصول الى قصر قرطاج الذي اعلن بصفة مباشرة ترشحه للرئاسة في افريل الفارط الى جانب محاولات قيادات حزبه الجادة في اقناع قيادات الاحزاب المكونة للاتحاد من اجل تونس ليكون قائد السبسي المرشح المشترك في الانتخابات القادمة. الرباعي ومبادرة رئيس النداء.. وقد يكون قرار شن رئيس النداء حربا ضد رئيس الجمهورية المؤقت الورقة الأخيرة التي سيضغط بها على حركة النهضة لقبول مبادرة رباعي الحوار الوطني لانه في حال ضحت النهضة بشريكها الثاني في الحكم فستخسر انصارها من المؤتمر في المجلس الوطني التاسيسي وتختل المعادلة التي طالما حاولت الحفاظ عليها في سعي منها لتفادي غضب المؤتمرين. مصدر مسؤول بنداء تونس اكد ل "الصباح" ان الفشل لا تتحمله الحكومة وحدها بل على رئيس الجمهورية المؤقت تحمل جزء من هذه المسؤولية وعليه فان دعوة قائد السبسي هي دعوة منطقية لان المؤسسة التنفيذية المطالب استقالتها تضم رئاستي الحكومة والجمهورية. قرطاج.. الحلم.. رأى سليم بن حميدان القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية "ان دعوة رئيس النداء الى استقالة رئيس الجمهورية المؤقت تنم عن جموح الرجل وحلمه التاريخي في الوصول الى قصر قرطاج من اجل تزوير الانتخابات القادمة وهو ما يبرر دعوته هذه التي لم يطالب بها اي طرف سياسي لا في الحكم ولا في المعارضة". واعتبر بن حميدان ان الدعوة الى ابعاد المرزوقي من رئاسة الجمهورية "هي من باب التزيد الهادف الى مزيد تاجيج الاحتقان وارباك الاوضاع السياسية في وقت يفترض ان تتوجه فيها كل القيادات السياسية الى التوافق وايجاد صيغ نهائية لحل الازمة". مستبعدا ان تقبل المنظمات الراعية للحوار الوطني يمثل هذه الدعوة التي وصفها ب"العبثية والفوضوية" وان فعلتها فانها تكون بذلك قد اثبتت تهمة الانحياز وعدم الحياد في حقها، على حد قوله. هل سيوافق شركاء المرزوقي في الحكم من التكتل والنهضة باقالته؟ سؤال يطرح نفسه في ظل هذا الوضع المتازم وان كانت المعادلة صعبة. لكن حسب بن حميدان "فهذا امر غير مطروح لان العلاقة بين ثلاثي الحكم هي علاقة حرص على انجاح استحقاقات الثورة" حسب رأيه. واكد القيادي في المؤتمر بان "حزبه فخور بان يكون من الدعاة الى تصفية تركة الماضي بما فيها الخيانات التي قام بها قياديون من نداء تونس وعلى راسها المظالم التاريخية التي قام بها السبسي في حق الحركة اليوسفية مشددا على انه لن يتم قبول استقالة الحكومة قبل المصادقة على قانون تحصين الثورة." الاعفاء من "التأسيسي" فقط.. وفي قراءة قانونية للمطلب الذي دعا اليه قائد السبسي قال قيس سعيد ل "الصباح" ان رئيس الجمهورية منتخب من قبل اعضاء المجلس الوطني التأسيسي وللمجلس ان اراد ذلك ان يعفيه من مهامه ان توفرت الاغلبية المطلقة وفي هذه الحالة يتولى رئيس المجلس الوطني التأسيسي رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة الى حين انتخاب رئيس جديد من قبل المجلس نفسه. واعتبر سعيد ان ما ورد لا يتعلق في الواقع برئيس الجمهورية ولكن بالمجلس ذاته وبكل السلط المنبثقة عنه بما في ذلك الحكومة ورئيس الجمهورية متسائلا، مقابل ذلك ما هو التنظيم الجديد للسلط الذي يمكن ان يحل محل التنظيم الحالي ومن هي الجهة المخول لها وضع هذا التنظيم؟