شنت الوحدات الأمنية للحرس والأمن الوطنيين والديوانة التونسية خلال العشرة أيام الأخيرة من الشهر الجاري"حربا" على"مافيا" التهريب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تمكنت في أعقابها من إحباط مجموعة من عمليات التهريب التي تضاعفت إثر الثورة وأصبحت المهدد الرئيسي للاقتصاد الوطني كما نجحت إثرها في حجز تجهيزات ومواد مختلفة تفوق قيمتها المليوني دينار على أن تتواصل هذه الحملات اليومية وبصفة مكثفة على الطرقات الرئيسية والجهوية وبعض المسالك الفرعية والنقاط السوداء لمثل هذه العمليات. فقد تمكن أعوان الحرس الوطني بالدهماني من إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المحروقات المجهولة المصدر حجزوا إثرها شاحنة رباعية الدفع"حبلى" بتسعين وعاء من البنزين والقازوال تفوق قيمتها 42 ألف دينار، كما تمكن أعوان الحرس الوطني بالطريق السيارة أ1 من حجز شاحنتين تشحنان كميات كبيرة من الملابس النسائية والأحذية الرياضية فاقت قيمتها السبعين ألف دينار. وفي القصرين أحبطت الوحدات الأمنية لإقليم الحرس الوطني مجموعة من عمليات التهريب لعل أبرزها تلك التي انتهت بحجز شاحنة محملة بكمية كبيرة من الحديد المهرب من الجزائر بلغت قيمتها حوالي 65 ألف دينار باعتبار وسيلة النقل. أما في مدنين والتي تعتبر من المناطق السوداء في عمليات التهريب باعتبارها ولاية عبور نحو ليبيا فقد تجندت وحدات الحرس الوطني والشرطة للتصدي لهذه الظاهرة وتمكنت من إحباط عدة عمليات حجزت إثرها كميات متفاوتة من السجائر والتبغ والمعسل والحديد تقدر قيمتها بعشرات الآلاف من الدنانير باحتساب وسائل النقل المحجوزة إضافة إلى كمية كبيرة من الهواتف المحمولة والأجهزة الالكترونية وآلات التصوير الرقمية قيمتها تناهز المليون دينار. وفي قابس كشف وحدات إقليم الحرس الوطني بالجهة النقاب عن عدة محاولات لتهريب البضائع الخاضعة لإثبات المصدر بكامل مرجع نظرها من بينها أربع عمليات في يوم واحد حجزت في أعقابها كميات كبيرة من الملابس والأحذية والسجائر تناهز قيمتها المائتا ألف دينار. أما في عاصمة الجنوب صفاقس فقد نجحت وحدات إقليم الحرس الوطني في الضرب على أيدي العابثين بالاقتصاد الوطني بقوة وتمكنت من إحباط عدة عمليات تهريب لملابس وتجهيزات ومواد مختلفة لعل أبرزها إحباط كمية كبيرة من المشروبات الكحولية الفاخرة (ويسكي) وآلاف علب السجائر وقد ناهزت قيمة المحجوز ال300 ألف دينار باحتساب وسائل النقل. وفي القيروان التي تعتبر أيضا من النقاط السوداء في عمليات التهريب وخاصة المحروقات منها فقد نجحت وحدات المنطقة الجهوية للحرس الوطني في إحباط عدة عمليات لتهريب السجائر والمحروقات حجزت إثرها كميات متفاوتة من هذه البضائع المجهولة المصدر تقدر قيمتها بآلاف الدنانير. وبالتوازي مع المجهودات المبذولة من قبل مصالح الحرس والامن الوطنيين فقد بذلت وحدات الديوانة التونسية مجهودات إضافية خلال هذه الفترة بمختلف النقاط الحدودية رغم الاعتداءات على الأعوان والتهديدات التي يتلقونها، وقد تمكنت من إحباط عدة عمليات تهريب لمواد وبضائع مختلفة على غرار السجائر والمحروقات والملابس الجهازة وفق ما أفادنا به أعوان ديوانة ميدانيين إلا أننا لم نتمكن من الحصول على أرقام من جهات رسمية تعودت منذ مدة عدم الرد على مكاتيب نرسلها إليها، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة عمل إدارة هذه المؤسسة العائدة بالنظر لوزارة المالية.