ليس من عادتي أن أكتب في رياضة التنس رغم أنني أهواها وأهيم عشقا بمنافسات نجومها عند ارتقائهم بالفرجة الى قمّة الروعة وذروة الابداع... لكنني وجدت نفسي مضطرا اليوم للحديث عن التنس... بل وأرى لزاما عليّ ان أفعل ذلك لأن الصمت حين لا يجوز الصمت يعدّ من أبشع ضروب اللامبالاة ولأن السكوت حين لا يجب السكوت لا يوضع إلاّ على كاهل التقصير في أداء الواجب. أقول هذا بعد أن طالعت في الآونة الأخيرة حديثا خصّ به رئيس الجامعة التونسية للتنس طارق الشريف صحيفة تونسية يومية أدرجته له تحت عناوين نقرأ من بينها: * حظوظنا حقيقية في كأس دافيس * مستقبل التنس النسائي مضمون فأما عن حظوظنا في كأس دافيس فقد كانت فعلا حقيقيّة لانها افاقتنا مجددا على حقيقة مؤلمة ومفزعة بما أننا مُنينا امام البرتغال بهزيمة مخجلة بنتيجة (1-4) كانت تفاصيلها كما يلي: انهزام وليد الجلالي أمام رول ماكادو (1-6) (6-1) (5-7). انهزام مالك الجزيري أمام فريدريكو جيل (6-3) (4-6) (3-6). انهزام وليد الجلالي ومالك الجزيري أمام غاستاو الياس وليوناردو تافاراس (3-6) (3-6) (3-6). انتصار وليد الجلالي على غاستو الياس (7-5) (6-2). انهزام صلاح مبارك أمام ليوناردو تافاراس (2-6) (4-6). ومقابل هذه الهزيمة المخجلة، هل تعرفون ماذا فعلت الجزائر؟ لقد فازت على المجر وضمنت التنافس من أجل الصعود الى المجموعة الأولى، في حين أصبح منتخبنا مهدّدا بالنزول الى المجموعة الثالثة (!!؟). وشتّان بين من يتراهن على الصعود ومن يلعب من أجل تفادي النزول (!!؟). هذا فيما يخصّ تصريح رئيس الجامعة بأن حظوظنا حقيقية في كأس دافيس، أما عن قوله بأن مستقبل التنس النسائي التونسي مضمون وأن لدينا لاعبات مؤهلات لتسلم المشعل، فدعوني أقول لكم بكل مرارة وأسف أننا لا نجد في آخر تصنيف عالمي لأفضل 1200 لاعبة أية لاعبة تونسية باستثناء سليمة صفر (المصنفة عالميا 189 في الفردي و60 في الزوجي).. أما بقية اللاعبات التونسيات فلا أثر لهنّ في التصنيف العالمي. فعن أي مستقبل للتنس النسائي يتحدث إذن طارق الشريف (؟!!). شخصيا لم أجد الجواب الا في فرضيّة واحدة ألا وهي أن رئيس الجامعة ربما أراد ان يتحفنا بكذبة أفريل، بما أنه أدلى بهذا الحديث في شهر أفريل (!!؟). ولو أنني أتوجّه للزميل الذي أجرى الحديث بعتاب لطيف ولوم ظريف على عدم حرصه على نشر الحصيلة التي عاد بها الينا منتخبنا من لقائه ضدالبرتغال في كأس دافيس. لكن لنترك العتاب جانبا، ولنترك المزاح كذلك لأن الأمر لا يحتمل التندّر بكذبة أفريل أو بتوجيه اللّوم والعتاب وانما يستدعي تحرّكا سريعا وحازما من سلطة الاشراف لانتشال التنس التونسي مما هو عليه الآن! أليس كذلك؟