عاش حياته رمزا لمقاومة الاستعمار والعنصرية توفي الشاعر إيمي سيزير (94 سنة) المنحدر من منطقة (les antilles) الفرنسية، وهو أحد أبرز وجوه تيار "الزنجية" في الشعر الفرنكوفوني. ويتوقع أن تنظم له جنازة وطنية غدا الاحد تشارك فيها شخصيات سياسية وثقافية بارزة من مختلف أنحاء العالم. وقد أثارت وفاة سيزير الخميس الماضي في مارتينيك ردودا واسعة في عالم السياسة والثقافة، حيث أعرب الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية السنغالي عبدو ضيوف عن "الحزن الكبير الذي تشعر به العائلة الفرنكوفونية". كما وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحية إلى الشاعر الراحل معتبرا أنه "رمز الأمل لكافة الشعوب المضطهدة" عبر نضاله "من أجل الاعتراف بهويته وغنى جذوره الأفريقية". وإلى جانب إنتاجه الشعري، عرف سيزير مؤلف "مفكرة العودة إلى البلد الأصلي" منذ عام 1930 بخوض معارك كثيرة ضد الاستعمار والعنصرية. وكان سيزير مع الزعيم السنغالي ليوبولد سيدار سنغور والغوياني ليون غونتران داماس من أكبر وجوه التيار الأدبي الفرنكوفوني الذي أطلق عليه اسم "الزنجية" لتمجيده هوية السود. وأسس إيمي سيزير الذي كان عمدة مدينة فور دو فرانس طوال 56 سنة (من 1945 إلى 2001)، الحزب التقدمي المارتينيكي الذي بقي رئيسا له حتى عام 2005، وهو يطالب بالاعتراف بوجود مجموعة تاريخية مارتينيكية ويدعو إلى اللامركزية. وألف سيزير مسرحيات مثل "تراجيديا الملك كريستوف" (1963 حول الاستعمار) و"موسم في الكونغو" (1966 حول باتريس لومومبا). وفي الشعر ألف "الأسلحة العجائبية" و"الشمس المقطوعة العنق". كما كتب نثرا ونشرت له عدة كتب أبرزها "خطاب حول الاستعمار" الذي كان صرخة تمرد في وجه الغرب القابع على "أعلى كومة من جثث الإنسانية" و"رسالة إلى موريس توريز" الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي سابقا.