حجز طن من المتفجرات وفواضل البن المعصور لصنع العبوات الناسفة - موقوفان على ذمة الأبحاث وفرار 5 إرهابيين بينهم 4 من عائلة واحدة - شيعت بعد ظهر أمس ولايتا جندوبةوسليانة ومن ورائهما كل ولايات الجمهورية شهيدي الحرس والوطن الملازم أول محمود الفرشيشي رئيس مركز الحرس الوطني بقبلاط(أب لولد وبنت) والعريف كريم حمدي العون بنفس المركز(29 سنة أخ لثلاثة أشقاء)، اللذين اغتالتهما يد الغدر والإرهاب أمس الأول أثناء مهمة عملية بمنطقة دور إسماعيل بأحواز معتمدية قبلاط من ولاية باجة، وبالتوازي مع ذلك واصلت أمس قوات الحرس والجيش الوطنيين تعقب المجموعة الإرهابية ومحاصرة جبل التلة وتمشيطه وقصفه برا وجوا وتحويله إلى ما يشبه المنطقة العسكرية المغلقة مما مكنها من القضاء على 6 من الإرهابيين منذ بداية العملية واعتقال آخرين وحجز كمية من الأسلحة والذخيرة والتجهيزات العسكرية فيما أصيب عون حرس برصاصة في اليد أثناء تبادل لإطلاق النار وقال مصدر أمني مطلع أن وحدات مختصة تابعة لطلائع الحرس الوطني وقوات خاصة تابعة للجيش الوطني بينها فرق من الهندسة العسكرية والأنياب ورادارات المراقبة الأرضية حاصرت جبل التلة منذ مساء أمس الأول وقصفته برا وجوا في إطار تعقب الإرهابيين المسلحين، وهو ما مكنها في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة من قتل اثنين منهم واعتقال ثالث مصاب برصاصة بعد محاولته التحصن بأحد المنازل المجاورة فيما يرجح مصرع عدد آخر من الإرهابيين جراء كثافة القصف، مضيفا أن الاعوان تمكنوا أمس من القضاء على 4إرهابيين آخرين وإيقاف 5 إضافة إلى الاحتفاظ بصاحب المنزل المشبوه أسلحة وذخيرة نفس المصدر أكد أن الأعوان عثروا بمحيط جثتي الإرهابيين على حقيبة مملوءة بالمتفجرات والقنابل اليدوية التقليدية الصنع وكمية كبيرة من الذخيرة الحية المستعملة لتشغيل رشاشات الكالاشينكوف إضافة إلى كمية من مادة ال"تي أن تي" الشديدة الانفجار ومناظير ليليلة متطورة ومناظير عادية إضافة إلى حجز بدقيتي شطاير وصيد يبدو أنهما أو إحديهما على ملك رئيس مركز الحرس بقبلاط.كما حجزوا أسلحة خفيفة أخرى وذخيرة بمحيط جثث القتلى الأربع الآخرين فواضل البن المعصور مصادر مطلعة أخرى أشارت إلى أن أعوان فرقة مختصة تابعة للحرس الوطني بالعوينة عثرت بالإضافة إلى كمية كبيرة من المواد المتفجرة المتمثلة في نحو طن من الأسمدة الكيميائية بمختلف أنواعها بينها حوالي 600كغ من الأمونيتر و250كغ من مادة "دي-أ-بي" والعبوات الناسفة التقليدية الصنع داخل المنزل الذي تسوغه الإرهابيون على كمية كبيرة من فواضل البن(بقايا عصر الاكسبراس والكابوسان وغيرهما) يبدو أن الإرهابيين يخططون لاستعمالها وفق طرق حديثة كشفتها وثائق -حجزها الأعوان- في تصنيع القنابل اليدوية والألغام، ومن ثمة في تنفيذ مخطط إرهابي كبير كان على ما يبدو يستهدف إحدى الولايات بالشمال وذكرت أن الأعوان باشروا أمس عملية كشف النفق الموجود أسفل المنزل ، وفق خطة محكمة واحتياطات كبرى وحذر شديد خشية أن يكون مفخخا.وقد تبين مبدئيا أن طوله يفوق 10 أمتار وقد يكون مخصصا لإخفاء المواد الأولية والقيام بتجارب صنع المتفجرات والقنابل اليدوية فرار 5 إرهابيين وفي سياق متصل علمنا أن مصادر موثوقة أن المصالح الأمنية أصدرت مساء أمس مذكرة تتضمن إجراء حدوديا يقضي بمنع 5أشخاص بينهم 4 يحملون نفس اللقب العائلي من السفر خارج البلاد ورجحت أن يكون المعنيون بالإجراء من الإرهابيين -الذين قد يكونون فروا من الجبل أو من المنزل مباشرة أو من المتعاونين مع المجموعة الإرهابية المسلحة- جثتا الشهيدين خربتا بالرصاص إلى ذلك علمت"الصباح" أن جثتي الشهيدين الملازم أول محمود الفرشيشي والعريف كريم حمدي نقلتا في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة حيث فحصتا وانتزعت منهما ما بين ست إلى سبع رصاصات لإجراء الاختبارات الباليستية عليها وبقيت رصاصات أخرى في الجثتين اللتين لحقت بكل واحدة منهما حوالي خمس رصاصات في الرأس والصدر والحوض صابر المكشر
العروسة تودع الشهيد محمود الفرشيشي شهدت معتمدية العروسة من ولاية سليانة وتحديدا بحي السوق حشودا غفيرة من المواطنين تتقدمه قوات الأمن وبعض ممثلي الأحزاب لتأبين الفقيد "محمود بن محمد الحامد الفرشيشي" البالغ من العمر 55 سنة يشغل خطة رئيس مركز للحرس الوطني برتبة ملازم أول بمعتمدية "قبلاط" إثر إصابته برصاصة من قبل مجموعة من الإرهابيين أثناء مداهمته صحبة بعض الأعوان المرافقين له لأحد المنازل المشبوهة في تورطها للأعمال الإجرامية.. وتم تأبين الشهيد وقراءة الفاتحة راجين من الله أن يسكنه أعلى فراديس جنانه راجين له المغفرة والرحمة حمادي الشايب جندوبة تشيع شهيدها كريم الحامدي شيعت مدينة جندوبة امس شهيدا آخر من أبنائها وهو الشهيد كريم الحامدي الذي اغتالته يد الإرهاب أمس الأول بقبلاط. وقد وصلت رفات الشهيد إلى منزله بجهة سيدي حامد من معتمدية جندوبة الشمالية وسط حضور امني كبير وحشد من الأهالي وسكان جندوبة الذين اصطفوا على طول الطريق في حدود الثانية بعد الزوال لالقاء النظرة الأخيرة على الراحل الشهيد وبعد حوالي ربع ساعة نقل إلى مقبرة سيدي حامد أين صلوا عليه صلاة الجنازة وعند تأبين الشهيد وصل وزير الداخلية لطفي بن جدو إلى المقبرة ومكث حوالي خمس دقائق وقفل راجعا. تجدر الاشارة الى أن بعض عناصر من الجبهة الشعبية حاصروا الجنازة وحاولوا رفع شعارات ضد النهضة ورئيس الحكومة إلا أن بعض أهالي الشهيد وزملاء الشهيد طلبوا منهم المغادرة ولولا تدخل بعض العقلاء لتطور الأمر، كما واكب الجنازة النائب بالمجلس التأسيسي المنجي الرحوي الذي واسى والد ووالدة الشهيد كريم الحامدي والدة الشهيد كانت مصدومة وقالت أن ابنها "راجل ويحب تونس" وعددت خصاله وأكدت أنها كانت تتمنى أن تفرح به قبل موتها لكنه سبقها. عم حسين والد الشهيد انهار فوق صندوق جثة الشهيد وكان يبكي بحرقة وأكد انه من خيرة الشباب وحبيب الكل وعبر عن امله في القبض على الإرهابيين لكي لايضيع دم ابنه هدرا