شهدت منطقة دور إسماعيل من معتمدية قبلاط بولاية باجة عملية إرهابية راح ضحيتها رجلين من الحرس الوطني وهما رئيس المركز الملازم الأول محمود الفرشيشي والعريف كريم الحامدي في حين تعرض الوكيل فوزي الشرفي إلى إصابات بليغة حتّمت نقله على جناح السرعة إلى أحد مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج ومحاولة إنقاذه. وقد تمكنت مساء امس قوات الجيش والحرس من قتل احد الارهابيين في جبل التلة وجرح آخر ومحاصرته باحد المنازل . تفاصيل العملية أكدت مصادر جديرة بالثقة ل «التونسية» أن أعوان مركز الحرس الوطني بقبلاط تلقوا معلومة إستخباراتية تفيد بتواجد مجموعة مشبوهة داخل أحد المنازل بمنطقة دور إسماعيل فتحولت دورية متكونة من رئيس المركز وعونين للحرس الوطني قصد التقصي والتأكد من المعلومة... عند وصول الأعوان أمام المنزل الواقع معزولا عن بقية مساكن المنطقة تمّت مباغتتهم بإطلاق كثيف للرصاص من مواقع مختلفة ممّا تسبب في وفاة رئيس المركز محمود الفرشيشي صحبة العريف كريم الحامدي على عين المكان في حين لاذ الوكيل فوزي الشرفي بالفرار بعد تعرضه لإصابة حادة حيث تم إستقباله من طرف احدى العائلات القريبة التي قام أفرادها بإسعافه. شهادة الأهالي البعض من أهالي منطقة دور إسماعيل الذين تحدثنا إليهم على عين المكان أكدوا ل «التونسية» أن العملية الإرهابية فاجأتهم بما أن المنزل الذي شهدها لم يكن محل أي شك أو شبهة تؤكد وجود أشخاص غرباء عن المنطقة بما أنهم علموا بأنه تم تأجير المنزل لبعض الأشخاص الذين يستغلونه في تربية المواشي والأبقار... وقد أفادنا الطاهر الحمدي الرجل الذي قام بإسعاف وكيل الحرس فوزي الشرفي في منزله أن الأضواء نادرا ما تصدر من المنزل ليلا وأنه شاهد أحيانا أشخاصا يرعون الأبقار في محيط المنزل... أما الحاجة فاطمة الحمدي فقد قالت أنها بسماع صوت الرصاص خرجت لاستطلاع الأمر فوجدت وكيل الحرس المصاب يجري نحو بيتها طالبا النجدة فنزعت لحاف رأسها وضمدت جراحه لكف الدماء مضيفة أنه كان يردد «الإرهابيون يريدون قتلي... قتلوا زملائي... إحذروا أن يقتلوكم». وأضافت أن أحد أقاربها قام على الفور بنقل الجريح إلى المستشفى فيما أكد بعض شهود العيان الآخرين أنهم لمحوا المجموعة الإرهابية المتراوح عددها بين 13 و15 شخصا يتوجهون بعد أن خفت صوت الرصاص نحو جبل التلّة المحاذي لقرية «دور إسماعيل». إقتحام المنزل... متفجرات ونفق مباشرة بعد الحادثة تحولت بعض الوحدات الأمنية والعسكرية إلى المنزل الذي كان مسرحا للعملية الإرهابية والذي غادره الإرهابيون حيث تمت مداهمته بحذر كبير خشية تحصن بعض أفراد العصابة داخله وقد تم العثور على بعض التجهيزات والمعدات التي تستعمل في صنع المتفجرات حيث أفادنا مصدر أمني أن ما وجد هو بمثابة مخبر لصنع المتفجرات... كما تفطن أعوان الأمن خلال تفتيشهم للمنزل إلى وجود نفق سفلي حديث الحفر يفترض إستعماله لتخزين المؤونة والأسلحة من طرف الإرهابيين... وقد حرص أعوان الأمن على التعامل الحذر مع جثتي الشهدين خشية وجود متفجرات حولهما في محيط المنزل... تعزيزات أمنية وعسكرية مع مرور الوقت شهدت منطقة دور إسماعيل توافد تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة جاءت للمساعدة في التصدي للإرهابيين حيث تواجدت فرق وتشكيلات أمنية وعسكرية متعددة بالإضافة إلى آليات مختلفة قامت كلها بتطويق المنطقة وغلق كل المنافذ حول جبل التلّة الذي يفترض أن يكون الإرهابيون قد توغلوا داخله... وبعد التنسيق إنطلقت عمليات القصف الجوي من طرف الطيران الحربي للجبل بالإضافة إلى إطلاق الرصاص بإتجاه عمق الجبل... معنويات مرتفعة الوحدات الأمنية المتواجدة بموقع الحادثة أكدت أنها ستقف سدا منيعا في مواجهة خطر الإرهاب وأنها على أتم الإستعداد للتضحية من أجل سلامة تونس ومواطنيها حيث تحدث آمر الحرس الوطني منير الكسيكسي مؤكدا على تأثر الوحدات الأمنية لإستشهاد رجلي الحرس الوطني مؤكدا أن ذلك لن يخيف قوات الأمن والجيش بل سيزيدهم عزما وقوّة لقهر الإرهابيين.