تشهد مدينة المتلوي تراجعا ملحوظا في جميع القطاعات الاقتصادية والتنموية والبيئية على غرار النشاط السياحي وتعطل عدد من المشاريع وهو ما اثر سلبا على مسار التنمية وزاد في تازم الاوضاع الاجتماعية خاصة في ظل تفشي البطالة بهذه الربوع المنجمية ويعزى ذلك دون شك الى الغياب المتواصل لأهم مرفق عمومي متمثل في مجلس بلدي او نيابة خصوصية يمكنه الاشراف على تسيير شؤون المدينة خاصة في جانب الاوضاع البيئية التي تهدد الجميع دون استثناء وانعكست على المظهر الجمالي للمنطقة بسبب الفضلات المنتشرة في كل مكان دون مراقبة والتي يقع رفعها في اوقات غير منتظمة بما في ذلك الحاويات التي تم تخصيصها لعدد من الاحياء.. اندثار المناطق الخضراء والى جانب تراكم الفضلات بانواعها تحت الجدران وفي محيط المقابر وامام المدارس اصبحت المناطق الخضراء التي تم انجازها سابقا مرتعا للحيوانات والكلاب واضحت شجيراتها هياكل تنهشها الطبيعة القاسية وتحيط بها الفضلات والاوساخ وعلب المشروبات الكحولية من كل جانب بعد ان نهبت واتلف جدارها الذي كان يحميها وقنوات المياه التي كانت تسقيها واصبحت مصبا للفضلات تنبعث منه الروائح الكريهة والحشرات.. وللاشارة فقد انجزت بلدية المكان خلال العشرية الاخيرة اكثر من 30 منطقة خضراء باعتمادات جملية ناهزت 2 م.د.. هذه المناطق الخضراء والتي كانت متنفسا للمتساكنين اندثرت في لمح البصر خلال السنتين الماضيتين توقف المعاضدة في مجال النظافة.. لا يتوقف مجال النظافة والعناية بالبيئة على رفع الفضلات فقط فالمجالات عديدة ومتعددة منها العناية بالطرقات والتنوير ومكافحة الكلاب السائبة والقضاء على النقاط السوداء بانواعها.. كل هذه التدخلات كانت تحظى بدعم ومعاضدة من عديد المؤسسات المتدخلة في مجال النظافة والعناية بالمحيط على غرار مؤسسات شركة فسفاط قفصة بالخصوص وبدرجة اولى ومصالح التجهيز والكهرباء والغاز وغيرها بدرجة ثانية دون اعتبار حملات النظافة التي تنتظم من حين لاخر.. وقد عاشت المدينة وما زالت مصاعب كبيرة بعد غياب المرفق البلدي الذي يمكنه ان يؤمن هذه الخدمات بالتعاون مع مؤسسات المنطقة والتي يبدو انها كانت تقدم خدماتها للاشخاص وليس لمصلحة المتساكنين خاصة وان مدينة المتلوي تعد نقطة عبور هامة باتجاه القطر الجزائري وولاية توزر.. لا سياحة بدون بيئة سليمة.. ويشهد النشاط السياحي منذ اندلاع الثورة ركودا ملحوظا حتى ان اغلب الوحدات السياحية التي انجزت بالمنطقة ما زالت خارج الخدمة وتوقفت الخدمات خاصة على مستوى الوحدات السياحية المتوفرة بما في ذلك نشاط القطار السياحي "الجرذون الاحمر" الذي يؤمن رحلات سياحية الى منطقة الثالجة انطلاقا من محطة الارتال التي شهدت اشغال تهيئة تطلبت صرف اكثر من 20 ا.د بمساهمة مصالح السياحة الى جانب تهيئة جانبي خط السكة الحديدية العابر للمدينة والعمل على ابعاد كل النقاط السوداء على عدسات السائح ونظره.. فلا سياحة دون بيئة سليمة بعد ان اندثرت مجمل الاشغال التي شهدتها محطة الارتال والمسلك وكذلك عادت الفضلات بانواعها على جانبي خط السكة الحديدية ولم يبق من ذلك الا القطار تلك هي الخلاصة التي يمكن استنتاجها من الاوضاع المتردية التي تعيشها المنطقة والتي انعكست على تردي اوضاع عدد من الاحياء السكنية التي تعيش مشكلات متعددة ومتنوعة في غياب بنية اساسية غمرتها الاوساخ وبؤر للتلوث فضلا عن تفشي البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا وغيرهم من الفئات التي تعكس في طياتها وضعيات العائلات المعوزة ومحدودة الدخل والتي تفرض تدخلا عاجلا لها وللمدينة عامة..