مباشرة بعد معرض تونس الدولي للكتاب تنطلق الدورة السادسة عشرة لأيام قرطاج المسرحية من22 إلى 30 نوفمبر 2013 بمجموعة من الإضافات والتغيرات ولعل عرض الأفلام السينمائية خلال هذه الفترة يضفي على الساحة الثقافية التونسية حركية وتنوع في أشكالها التعبيرية. ومن بين ابرز الافلام نذكر الفيلم الجزائري للمخرج رشيد بلحاج "عطور الجزائر". وشريط "عطور الجزائر" سبق وأن قدم الموسم الماضي ضمن عروض المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية وحظي بترحاب وتفاعل كبيرين من قبل الجمهور التونسي حتى أن الكثير منهم تأسف لعدم تتويجه بإحدى الجوائز الكبرى للمهرجان واكتفى بجائزة "التنويه الخاص" المسماة بجائزة دون كيشوت للفدرالية الدولية لنوادي السينما وهي إحدى الجوائز الموازية لمهرجان ويعتبر المخرج رشيد بلحاج من أبرز سينمائي بلاده ومن بين أهم أفلامه "الخبز الحافي" و"لوس"، الذي سبق وان شارك في مهرجان كان السينمائي وشريط "ميركا" وجسد بطولته النجم العالمي جيرار دوبارديو والممثلة فانيسيا رودريقاز ونال الجائزة الأولى لحقوق الإنسان من منظمة الأممالمتحدة. تطرح أحداث فيلم رشيد بلحاج الواقع الاجتماعي والسياسي الجزائري خلال تسعينات القرن الماضي وتحديدا مرحلة "الوئام المدني، التي وضعت حد لإرهاب سنوات الجمر وسفك دماء الجزائريين ورغم أن تناول هذه المرحلة من تاريخ الجزائر مستهلكة في أعمال مبدعي هذا البلد ووقع تطرق إليها في أكثر من فيلم سينمائي إلا أن النظرة الأنثوية، التي اختارها المخرج رشيد بلحاج لتصوير أحداثه ورؤيته الإخراجية للعمل ميزته عن غيره من الأفلام المعالجة لحرب الإرهاب في الجزائر. تنطلق أحداث "عطور الجزائر" بعودة كريمة من أوروبا بعد سنوات من الغربة اختارتها عن عمد هربا من بطش الوالد..عشرون سنة مرت على غياب كريمة عن وطنها وموت الأب الظالم حفزها للعودة لتجد بلادها تتخبط في دماء الإرهاب وتنقل من خلالها صورها الفوتوغرافية واقعا أليما مؤرخة لفترة مهمة من تاريخ الجزائر.