حجز مبلغ مالي كبير وسيارة عالقة بها آثار دماء علمنا أن المصالح الأمنية تمكنت في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول من القبض على اثنين من المشتبه بهم في جريمة قتل عون الأمن بمنزل بورقيبة في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس أحدهما المتهم الرئيسي فيما تتواصل المجهودات للإيقاع بمشتبه بهما آخرين تحصنا بالفرار ويرجح انتماؤهما أيضا للتيار السلفي الجهادي. وكشفت المعلومات المتوفرة عن الجريمة الفظيعة الإرهابية أن الأعوان كانوا يقومون بدورية ترتيبية قرب مفترق معمل الفولاذ بمنزل بورقيبة لمراقبة منطقة نفوذهم والتصدي لكل ما من شأنه أن يعكر صفو النظام العام، عندما تفاجأوا بقدوم سيارة ثم توقفها ونزول ثلاثة من راكبيها وإطلاقهم النار على الأعوان. أصيب عونان بالرصاص في الحين مما أدى إلى استشهاد أحدهما وهو العريف محمد بن محمد علي بن حمد التوجاني (من مواليد 23 ماي 1990 بباجة) فيما نقل العون الآخر المصاب إلى المستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة ومنه إلى مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى حيث احتفظ به. وقد سارعت السلط الأمنية والقضائية إلى موطن الجريمة وأجرت المعاينة الموطنية وسجلت أقوال شهود العيان أحدهم عون أمن كان يعمل بنفس الدورية قبل أن تنطلق الأبحاث على قدم وساق إلى أن نجح الأعوان في تحديد الرقم المنجمي للسيارة ثم نجحت في تحديد هويات المشتبه بهم وهم ثلاثة شبان محسوبون على التيار السلفي الجهادي يتردد أنهم كانوا في سوريا حيث انضموا لجبهة النصرة وقاتلوا نظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن يعودوا إلى تونس ويرتكبوا هذه العملية الإرهابية. وبمواصلة الأبحاث والمجهودات تمكن الأعوان ليلة أمس الأول من القبض على المشتبه به الرئيسي الذي أدلى بهويات بقية المشاركين الذين تحصنوا إلى حد كتابة هذه الأسطر بالفرار وجاري البحث عنهم فيما تم إيقاف شخص آخر متهم بالتستر عن الجريمة إضافة إلى حجز سيارة عالقة بها آثار دماء ومبلغ مالي كبير يقدر بعشرات الملايين من المليمات.