من المنتظر أن تنتهي أول الآجال المرسومة بخارطة طريق مبادرة الرباعي الراعي للحوار موفى الأسبوع الحالي وهي آجال متعلقة بالمسار التأسيسي وذلك بإنهاء اختيار أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتركيزها في أجل أسبوع واحد من انطلاق الحوار الوطني ومن عودة النواب المنسحبين ، كذلك الشأن بالنسبة للمسار الحكومي باختيار رئيس حكومة جديد يعلن عن اسمه في ذات الموعد وبالعودة إلى قبة باردو والتمعن في نسق أشغال اللجان خاصة منها لجنة الفرز ولجنة النظام الداخلي ولجنة التوافقات يلاحظ أنه من الممكن، كخطوة أولى من الخارطة، إنهاء اختيار أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في هذه الآجال خاصة وأنه تقرر عقد جلسة عامة انتخابية ظهر غد بعد أن يقع النظر في الطعون الواردة على لجنة الفرز إجماع واسع ممن تحدثت إليهم "الصباح" حول التزام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بتحقيق ما ورد بخارطة الرباعي الراعي للحوار.. فرئيس كتلة حركة النهضة النائب الصحبي عتيق أكد على أن كل المسارات التأسيسية تشهد تقدما ملحوظا وإن كان بنسق بطيء في مستوى نقاش لجنة التوافقات الدستورية نسق مرضي هذه المسألة أوضحها بدوره النائب محمد علي النصري عضو لجنة التوافقات. فحسب رأيه كانت أعمال المسار التأسيسي سائرة في هذه اللجنة بنسق ممتاز ليقع شبه "بلوكاج" في الأشغال عند مناقشة الفصل 76 من مشروع الدستور المتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية خاصة في ما يهم "حقه في حل مجلس النواب" وعلى حد قوله "قد يؤثر ذلك نسبيا في الآجال المطروحة بالخارطة، فكان من المنتظر أن تنهي اللجنة أعمالها أمس غير أنه من المتوقع أن تتأخر وتتجاوز الآجال الموضوعة بيوم أو يومين أي قد تنهي النقاشات نهاية هذا الأسبوع" غير أنه ومع هذا "البلوكاج" المتوقع الى حد ما فإن المسار التأسيسي يعد مرضيا في مجمله -حسب قول رئيس كتلة التكتل النائب المولدي الرياحي- الذي اعتبر أن الجميع يتقدمون " بخطى مرضية في هذا المسار بما يتلاءم مع الآجال المرسومة في ورقة العمل وخارطة الطريق باعتبار أن لجنة التوافقات الدستورية تجتمع بصفة يومية وقد أنهت النظر في باب التوطئة وفي باب الحقوق والحريات وباب السلطة القضائية وهي بصدد مواصلة النقاش باب السلطة التنفيذية الى جانب اعتبار ثاني وهو المسار الانتخابي وقد تم تنقيح قانون الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وانهت لجنة الفرز اختيار الأعضاء الستة والثلاثين ومعنى ذلك أننا ذهبنا بخطى مرضية".. مضيفا: "كنت أتوقع أن يكون النسق بطيئا وكنت متخوفا من أن تكون العراقيل أشد وطأة لأن الامر يتعلق بدستور وبانتخابات وبالتوافق على اختيار رئيس حكومة وهي كلها ملفات صعبة جداً ولا اعتبر النقاش الحاصل صلب لجنة التوافقات "بلوكاج" فالمسائل الخلافية بمشروع الدستور مطروحة قبل اندلاع الازمة وهي مسائل معقدة لا يمكن النظر والفصل فيها في ربع ساعة وبالتالي عندما ننهي من حلها، وقد تم التوافق على نصفها، فمعنى ذلك أننا سندخل الجلسة العامة بالمصادقة على الدستور في ظروف مريحة جداً" ملفات ..صعبة إذن من المنتظر وعلى حد قول الأغلبية ممن تحدثت لهم "الصباح" بالالتزام بأولى آجال خارطة الطريق وأيضاً بقية الآجال -حسب ما أكده رئيس كتلة الحرية والكرامة وعضو لجنة التوافقات النائب محمد إلاهي- الذي قال: "من الممكن حدا الالتزام بخارطة الطريق بناء على الحراك الموجود صلب اللجان داخل المجلس الوطني التأسيسي" مضيفا "حقيقة المسار التأسيسي مرهون بلجنة التوافقات الدستورية والتغيرات والتعديلات التي ستطرأ على النظام الداخلي وهي تعديلات المراد بها التسريع في المصادقة على الدستور" وبالرغم من هذه التأكيدات وهذا الإجماع فإن تيار المحبة تنبأ بفشل الحوار الوطني وأكد على عدم الالتزام بما رسم للمسار التأسيسي حيث بين الناطق الرسمي باسم التيار النائب سعيد الخرشوفي أن "تقييم مدى الالتزام من عدمه يبقى رهين نهاية آجال الأسبوع الاول من أعمال التأسيسي" وذكر "يوم السبت سنرى ان أوفى المسار التأسيسي بتعهداته أم الا، وهذا يفتح لنا المجال حتى نتشبث بفشل الحوار الوطني الذي نراه مجعول لفرض وصاية على الشعب التونسي ولذا نطلب من كل الحساسيات السياسية أن تعدل عن اختياراتها لان ذلك سيكرس سنة سيئة في الديمقراطية"