اهتم الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه أمس بالسيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان بملفات سيرالقضاء وأوضاع السجون وحقوق الانسان وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية وبرنامج تأهيل المساجين ومشاركة تونس في المؤتمرات الدولية التي تناقش ملفات الحريات العامة والفردية واحترام مختلف الدول للمواثيق الدولية والمرجعية الاممية الخاصة بحقوق الانسان. وقد لفت الاجتماع النظر مجددا إلى ملف مهم جدا وهو الحاجة إلى تطوير برنامج تأهيل المساجين لوقايتهم من الوقوع مجددا في مخاطر التسكع والانحراف والجريمة.. والتاهيل المهني والنفسي لالاف المساجين من مختلف الاعمار يعني تخصيص وقت مهم من مرحلة اعتقالهم لتعليمهم ممارسة انشطة مهنية أو حرفية يوفرون بها موارد رزقهم بعد الافراج عنهم.. مما يوفر البديل عن التفكير للجوء الى موارد ممنوعة للحصول على الاموال منها الاختلاس والسرقة والعنف وترويج المخدرات وبقية المؤثرات العقلية.. كما أصدر رئيس الدولة بالمناسبة تعليمات واضحة لتيسير اعادة اندماج المساجين السابقين في المجتمع.. وهو ما يستوجب اضطلاع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بدور ملموس.. وتعاونها لاقناع المشغلين ومختلف الاطراف المدنية والمجتمعية بضرورة التعامل مع السجناء السابقين بنظرة جديدة تساعدهم على طي صفحة الماضي.. وان زلت بهم القدم يوما لاسباب قاهرة.. في نفس الوقت اهتم رئيس الدولة مجددا بملف حقوق الانسان ببعده الدولي ودعم التمشي الذي قامت به المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية مؤخرا والمتمثل في الرهان على خيار التعاون مع الأجهزة الأممية المعنية بحقوق الإنسان.. وعدم السقوط في خيار" المقاطعة" أو "التهجم المجاني" عليها وعلى تقاريرها.. وجاءت تعليمات رئيس الدولة في هذا الصدد انطلاقا من تقييم ايجابي اجمالي لتجربتي مشاركة الوفد التونسي الرسمي في كل من نيويورك وجنيف هذا الشهر.. بمناسبة تقديم تونس مؤخرا تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجينيف ولجنة حقوق الإنسان بنيويورك.. والتفاعل الرسمي مع نتائج ماجرى في نيويورك وجينيف المؤشر ايجابي على وجود ارادة سياسية للتفاعل مع ملاحظات الاخر.. مهما كانت اختلافات تونس مع بعضها ومع الجهات التي قد تكون ضخمت التقارير عن اوضاع الحريات الاعلامية والسياسية في تونس 2008. هذا الاهتمام الرئاسي الحكومي بملف المساجين وسير القضاء وتطوير اوضاع حقوق الانسان مهم جدا.. فعسى أن تتضافر الجهود لتكريس الارادة السياسية التي عبر عنها الرئيس زين العابدين بن علي أمس مجددا خلال استقباله وزيرالعدل .