أكثر من 150 مهندسا وعالما عربيا مغتربا يحضرون المؤتمر تونس-الصباح افتتحت يوم أمس بضاحية قمرت أشغال المؤتمر الدولي الأول للمهندسين العرب المغتربين تحت شعار "معا أيها المهندس العربي لبناء مستقبل أفضل". وينعقد المؤتمر الذي افتتحه السيد محمد الغنوشي الوزير الأول لأول مرة بتونس خلال الفترة من 28 إلى 30 أفريل الجاري وقد تم وضع المؤتمر تحت سامي إشراف رئيس الجمهورية التونسية، ويشارك في أشغاله من تونس عدد من أعضاء الحكومة على غرار وزيرة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية، وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج، وزير التنمية والتعاون الدولي، وزير الصناعة والطاقة، وزير تكنوولجيات الاتصال، فضلا عن بعض الوزراء العرب من ليبيا وسوريا وفلسطين. ويحضر المؤتمر أكثر من 150 مهندسا وعالما عربيا مغتربا منهم أكثر من 30 مهندسا تونسيا يعملون في مجالات مختلفة خاصة منها تكنولوجيات الاعلام والاتصال وفي قطاع الصناعة والأعمال والخدمات بعدة بلدان من القارات الخمس على غرار فرنسا وألمانيا وأنقلترا والولايات المتحدة وكندا وهولندا والبرازيل والأرجنتين واليابان وروسيا وغيرها. إضافة إلى عدد من رؤساء الجامعات والمدارس الهندسية وشخصيات عربية ودولية. على غرار المهندس باري قرير رئيس الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية والمهندسة ماري بريتو لافارج، والمهندس كمال العيادي الرئيس السابق للاتحاد، والمهندس هشام الشهايبي نائب رئيس الاتحاد الدولي للمهندسين. من بين الكفاءات الهندسية التونسية التي تشارك في فعاليات المؤتمر السيد فخر الدين كراي أستاذ في جامعة واترلو الكندية مختص في الالكترونيك ورجل أعمال صاحب مؤسسة خاصة في الاكلترونيك، والسيدة سنية عيسى أستاذة مبرزة في الهندسة اللاكترونية، والسيد طارق عمار أستاذ بجامعة كامبريدج... جمع شمل المهندسين العرب المقيمين بالمهجر وكان السيد غلام دباش رئيس عمادة المهندسين التونسيين قد تعرض في جلسة افتتاح المؤتمر إلى الدور الريادي للقطاع الهندسي في الوقت الحاضر وما ينتجه من آليات ونظم تساعد على الارتقاء إلى الأفضل في ظل تحولات عالمية متسارعة. وأشار أن عقد مؤتمر للمهندسين العرب المغتربين لأول مرة يجسم أهمية الحوار والتعاون بين الدول العربية، وذلك بهدف جمع شمل المهندسين العرب المقيمين بالمهجر والاستفادة بما نهلوا من مناهج التدريس المعتمدة وتجارب وخبرات دول إقامتهم أينما كانوا. من جهته أفاد السيد عادل جار الله الخرافي رئيس اتحاد المهندسين العرب ان الاتحاد أقر عقد مؤتمر للمهندسين العرب المغتربين كل ثلاث سنوات ويمكن أن تخلله ندوات علمية متخصصة. كما سيتم خلال المؤتمر إقرار آلية للتواصل مع المهندسين العرب المغتربين، معبرا عن أمله في أن ينبثق عن المؤتمر قرارات وتوصيات تعزز العلاقة بين المهندسين في المهجر مع زملائهم في الوطن في اتجاه أن يكون لهم دور وأولوية المساهمة في التنمية والبحث العلمي والجامعات العربية. جدير بالإشارة أن السيد الشاذلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية تولى إلقاء كلمة نيابة عن السيد عمرو موسى الأمين العام بسبب اعتذار هذا الأخير عن حضور أشغال المؤتمر، وقد شدد فيها على أهمية وضع آليات عملية لضمان نجاح أهداف المؤتمر وربط جسور التواصل مع المهندسين العرب المغتربين حتى يساهموا بفعالية في جهود التنمية بالدول العربية. ويشكل انعقاد المؤتمر الدولي للمهندسين العرب المغتربين حدثا مهما وقد أقره المجلس الأعلى لإتحاد المهندسين العرب في دورته 62 المجتمع بالجزائر في نوفمبر سنة 2006 تنظيم هذا المؤتمر في غضون سنة 2008. وكان المكتب التنفيذي لإتحاد المهندسين العرب قرر خلال اجتماعه بالقاهرة مقر الأمانة العامة للاتحاد في فيفري 2007 تمكين تونس من استضافة المؤتمر. وعملت الهيئات الهندسية القطرية بالتنسيق مع تونس والأمانة العامة للاتحاد على انتقاء المهندسين من أصل عربي الأكثر تألقا في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية في العالم وكذلك من رجال الأعمال أصحاب المؤسسات الكبرى. جلب الخبرات الهندسية العربية والتشجيع على الاستثمار تكمن الغاية الأساسية من المؤتمر في إقامة حوار حول عدد من المواضيع أهمها فرص الاستثمار والعمل بالوطن العربي في ظل تحرير قطاع الخدمات وأثرها على القطاع الهندسي العربي، الوقوف على التطورات الحديثة في مجال الاتصالات وعلاقتها بالاستثمار على غرار التجارة الالكترونية، ونقل وتوطين التكنولوجيات الحديثة للاتصال ببلدان الوطن العربي والبحث في امكانيات الاستفادة منها. كما يهدف المؤتمر إلى جلب الخبرات والطاقات الهندسية العربية المتميزة في بلد الاغتراب وربطهم بوطنهم الأم وأمتهم العربية علاوة على إبراز سبل التعاون بين المهندسين المقيمين والمهندسين المغتربين كأشخاص ومؤسسات وهيئات هندسية قطرية كما يمثل فرصة سانحة للتعريف بالمجالات الواعدة لحث المغتربين وتشجيعهم على الاستثمار فيها. جلسات حوار كما ستقام على هامش المؤتمر جلسات حوار في شكل مآدب عشاء على غرار الجلسة التي سيشرف عليها وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة، وأخرى إلى جلسة حوار يشرف عليها وزير تكنولوجيات الاتصال. وسيقام أيضا على هامش المؤتمر معرض لأبرز المؤسسات والشركات العاملة في مجالات الصناعة والخدمات وتكنولوجيات الاتصال من داخل الوطن العربي وخارجه. كما تقرر تخصيص يومي 1 و2 ماي القادم لزيارات الوفود المشاركة لبعض المراكز والأقطاب الصناعية والسياحية للتعريف بمجالات الاستثمار في تونس. وضع آليات التعاون بين المهندسين العرب المغتربين وينتظر ان ينبثق عن المؤتمر التوصل إلى وثيقة إعلان تونس تشجع وتضع آليات التعاون بين المهندسين العرب المغتربين، فضلا عن إعداد برنامج للاجتماعات دورية لمؤتمرات مماثلة ستقام على الأقل مرة كل ثلاث سنوات في إحدى البلدان العربية العضو بالاتحاد المهندسين العرب وعددها حاليا 16 دولة عربية. يذكر أنه وحسب تقرير التنمية البشرية لسنة 2002 تحتضن الدول الغربية حاليا أكثر من 450 ألف عربي من حاملي الشهادات العليا وذوي المؤهلات والكفاءات العالية. وتعتبر بلدان عربية مثل العراق ومصر من أكثر البلدان التي ينتمي إليها المهندسين المغتربين تأتي بعدها لبنان وسوريا.